وسط تزايد الاهتمام بالأطعمة الخارقة، يتربع الثوم على عرش النباتات التي تجمع بين البساطة والفائدة الصحية الكبيرة. فبين كل فص وآخر، يخفي الثوم مركبات فعالة قادرة على دعم المناعة، حماية القلب، تحسين الهضم، وحتى تقليل خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السرطان وألزهايمر.
في هذا التقرير، نستعرض أبرز فوائد الثوم الصحية بناءً على أحدث الأبحاث العلمية، وكيف يمكن لهذا النبات أن يكون إضافة يومية فعالة لصحتك.
مناعة أقوى بمساعدة الثوم
درع طبيعي ضد الفيروسات والبكتيريا
الثوم معروف منذ قرون بخصائصه المضادة للبكتيريا، لكن الأبحاث الحديثة أثبتت فعاليته أيضًا ضد عدد من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي والهضمي، مثل فيروسات الإنفلونزا، فيروس الروتا، وفيروسات الكبد. كما ثبت أن تناول الثوم بانتظام يعزز من قدرة الجسم على مقاومة العدوى، ويزيد من نشاط الخلايا المناعية.
دعم فاعلية المضادات الحيوية
بعض الدراسات أشارت إلى أن مركبات الثوم قد تُحسن من تأثير المضادات الحيوية التقليدية، خاصة ضد السلالات المقاومة للعلاج، ما يجعله عنصرًا مكملًا في مكافحة العدوى بفعالية أكبر.
الثوم وصحة القلب.. علاقة موثقة علميًا
خفض ضغط الدم والكوليسترول
تناول الثوم بشكل منتظم يساعد في تقليل ضغط الدم، وهو ما يعادل في تأثيره بعض الأدوية الخافضة للضغط. كما يقلل من امتصاص الكوليسترول الضار ويُحسن من مستواه في الدم، مما ينعكس إيجابيًا على صحة الشرايين ويقلل من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب.
تقليل خطر الوفاة القلبية
تشير دراسات إلى أن مكملات الثوم قد تُساهم في تقليل الوفيات الناتجة عن أمراض القلب بنسبة تتراوح بين 16% و40%، مما يسلّط الضوء على دوره الهام في الوقاية القلبية.
الوقاية من السرطان.. فائدة غير متوقعة
تأثير مضاد للخلايا السرطانية
الثوم يحتوي على مركبات مضادة للأكسدة تهاجم الجذور الحرة، وتقلل من الالتهابات المرتبطة بزيادة خطر السرطان. كما أظهرت الأبحاث أن له تأثيرًا في وقف نمو الخلايا السرطانية، بما في ذلك تلك المرتبطة بسرطان المعدة، البروستاتا، الثدي، والبنكرياس.
حماية الحمض النووي
واحدة من أهم فوائد الثوم في هذا المجال، هي قدرته على إصلاح تلف الحمض النووي، وهو ما يعد خطوة محورية في الوقاية من التحولات الخبيثة في الخلايا.
الكبد والأمعاء.. أعضاء تستفيد من الثوم
تحسين وظائف الكبد
أظهرت دراسات أن تناول الثوم بانتظام قد يُساعد في تحسين وظائف الكبد، خاصة لدى الأشخاص المصابين بالكبد الدهني غير الكحولي. حيث وُجد تحسن واضح في مؤشرات الكبد لدى نسبة كبيرة ممن تناولوا الثوم مقارنة بمن لم يتناولوه.
تنوع ميكروبيوم الأمعاء
الثوم يغذي البكتيريا النافعة في الأمعاء، ما يساهم في تحسين الهضم، تقليل الالتهابات المعوية، وتنظيم عمليات التمثيل الغذائي. لهذا السبب، يُوصى بإدراجه في الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف والبروبيوتيك.
الجهاز العصبي.. تأثير وقائي واعد
حماية الدماغ من التدهور
الثوم المعتّق يحتوي على مركبات تساهم في تحسين تدفق الدم إلى الدماغ وتقليل الإجهاد التأكسدي، مما يجعله خيارًا محتملًا في الوقاية من أمراض عصبية تنكسية مثل ألزهايمر والسكتات الدماغية.
تقوية الإشارات العصبية
تناول الثوم قد يدعم صحة الأعصاب ويقلل من الالتهابات العصبية، ما ينعكس إيجابيًا على الذاكرة والقدرة الذهنية بشكل عام، خاصة مع التقدم في العمر.
الكلى.. دعم إضافي من الثوم
الثوم يحتوي على مركب يُدعى “الأليسين”، وهو يلعب دورًا فعالًا في تقليل الضغط والإجهاد التأكسدي داخل الكلى. هذه التأثيرات قد تقلل من احتمالات الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، خاصة لمن يعانون من مشكلات في ضغط الدم.
ما الكمية الآمنة من الثوم يوميًا؟

لا توجد توصيات صارمة بخصوص الجرعة اليومية من الثوم، لكن أغلب الخبراء يشيرون إلى أن فصًا واحدًا في اليوم يعد كافيًا للحصول على الفوائد الصحية. أما الإفراط في تناوله، فقد يؤدي إلى مشكلات هضمية مثل الانتفاخ أو حرقة المعدة، بالإضافة إلى الرائحة القوية للنفس والجسم.
خلاصة: الثوم… دواء طبيعي على مائدة الطعام
فوائد الثوم لا تقتصر على الطعم المميز الذي يضيفه للطعام، بل تمتد لتشمل الجسم كله: من تعزيز المناعة، إلى حماية القلب والكبد، وصولًا إلى تقليل خطر السرطان ودعم الصحة العصبية والهضمية. ومع أن الإفراط قد يُسبب بعض الإزعاج، إلا أن دمجه باعتدال في النظام الغذائي يمكن أن يُحدث فرقًا ملحوظًا في الصحة العامة.
لمتابعة احدث الأخبار في مصر اضعط هنا – تابعنا عبر فيسبوك لمتابعة احدث واخر الاخبار عبر صفحتنا في فسيبوك وباقي مواقع التواصل