سعر الذهب اليوم في مصر وسط تقلبات الأسواق العالمية
بينما يواصل المستثمرون حول العالم مراقبة أداء المعدن الأصفر، شهد سعر الذهب اليوم في مصر حالة من الاستقرار، رغم التذبذبات المتسارعة في السوق العالمي. ومع تصاعد التوترات التجارية وتغيرات السياسة النقدية، أصبح الذهب مركز اهتمام رئيسي للمحللين والمستثمرين على حد سواء.
الذهب في مصر.. استقرار حذر
سجلت أسعار الذهب في السوق المحلي المصري استقرارًا نسبياً في تعاملات منتصف يوليو، مع تداول الأونصة عالميًا بالقرب من حاجز 3350 دولارًا. هذا الثبات النسبي يعكس تفاعل السوق المحلي مع المستجدات العالمية، حيث يبقى الارتباط وثيقًا بين سعر الذهب المحلي وتحركات السوق الدولي.
وتباينت أسعار الأعيرة المختلفة في محلات الصاغة، حيث واصل عيار 24 تسجيله لأعلى مستويات القيمة، في حين حافظ عيار 21، الأكثر تداولًا في مصر، على استقراره. يأتي ذلك رغم توقعات كثير من المتابعين بحدوث قفزات جديدة في الأسعار في حال تصاعد التوترات العالمية أو تغيرت سياسات الفائدة الأمريكية.
تهديدات ترامب التجارية تعيد المخاوف إلى الأسواق
هل تقترب حرب تجارية جديدة؟
أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات تهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات المكسيك والاتحاد الأوروبي، ما أعاد إلى الأذهان شبح الحرب التجارية التي ألقت بظلالها على الأسواق خلال السنوات الماضية. ورغم أن هذه الرسوم لم تدخل حيّز التنفيذ بعد، فإن الإعلان عنها فقط كان كافيًا لإثارة قلق المستثمرين العالميين.
إذا مضى ترامب قدمًا في هذه التهديدات، فإن العالم قد يشهد جولة جديدة من النزاعات التجارية التي قد تؤثر بشكل مباشر على حركة رؤوس الأموال وتوجهات الاستثمار، ما ينعكس بطبيعة الحال على أداء الذهب كأداة للتحوط من المخاطر.
الدولار الأمريكي وسندات الخزانة.. عقبات أمام صعود الذهب
العوائد المرتفعة تُقيد المعدن الأصفر
رغم الميل الصعودي للذهب مؤخرًا، إلا أن استمرار قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة يشكلان ضغطًا على أسعار المعدن. فمع تحسن عوائد السندات، يميل المستثمرون إلى تفضيل الأصول ذات العائد، ما يقلل من جاذبية الذهب الذي لا يدر أرباحًا دورية.
ومن غير المرجح أن يواصل الذهب تقدمه باتجاه حاجز 3400 دولار للأونصة ما لم نشهد تراجعًا في الدولار أو في العوائد الأمريكية. كما أن غياب الأزمات الجيوسياسية الكبرى خلال الفترة الحالية يجعل الأسواق أكثر تحفظًا في تعاملها مع الذهب.
خلافات سياسية داخلية تضيف إلى حالة عدم اليقين
جدد ترامب انتقاداته لرئيس البنك الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، داعيًا إلى خفض أسعار الفائدة إلى مستويات 1% أو أقل. وتأتي هذه التصريحات في وقت تنتظر فيه الأسواق إعلان أول خفض للفائدة بحلول سبتمبر، ضمن سياسة تستهدف تحفيز الاقتصاد.
الجدل حول الفائدة له تأثير مباشر على أسعار الذهب، حيث يؤدي خفض الفائدة غالبًا إلى تراجع الدولار، ما يدعم أسعار الذهب. وعلى هذا النحو، فإن توجهات السياسة النقدية الأمريكية تشكل عاملًا محوريًا في تحديد المسار القادم للمعدن الأصفر.
صناديق الاستثمار تعيد ترتيب أولوياتها
أصدر مجلس الذهب العالمي بيانات جديدة أظهرت تباطؤًا في حجم التدفقات الداخلة إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب. فخلال الأسبوع المنتهي في 4 يوليو، بلغت صافي التدفقات حوالي 3.9 طن فقط، وهو رقم أقل بكثير من المعدلات المسجلة في الأسابيع السابقة.
اللافت في البيانات أن أمريكا الشمالية سجلت خروجًا صافيًا من الذهب بواقع –7.6 طن، بينما سجلت كل من أوروبا وآسيا زيادات في التدفقات. هذا الاتجاه يعكس تباين استراتيجيات المستثمرين حول العالم، حيث يتعامل كل سوق مع مخاطره وتوقعاته الاقتصادية بشكل منفصل.
مستقبل الذهب بين السياسة والاقتصاد
في ضوء التطورات الحالية، يبدو أن سعر الذهب سيبقى محاصرًا بين عاملين رئيسيين: السياسة الأمريكية وسوق المال العالمية. فتهديدات ترامب التجارية من جهة، وتوقعات خفض الفائدة من جهة أخرى، تضعان الأسواق أمام حالة من عدم اليقين، تجعل الذهب في موقع المراقبة والترقب.
وتتوقع بعض التحليلات أن يعود الذهب للارتفاع مجددًا في حال تراجع الدولار، أو إذا اندلعت أزمة اقتصادية أو سياسية جديدة. لكن حتى ذلك الحين، فإن السوق ستبقى رهينة للمتغيرات المفاجئة، كما هو الحال دائمًا مع الذهب، المعدن الذي لا يفقد بريقه مهما تغيرت الظروف.
نهاية المقال:
لا يزال سعر الذهب يتحرك بتأنٍ وسط عواصف الأسواق العالمية. المستثمرون في مصر والعالم يترقبون القرارات الأمريكية المقبلة، وتحركات الدولار، والردود الدولية على تهديدات ترامب التجارية. في هذا السياق المضطرب، يبقى الذهب خيارًا استراتيجيًا للتحوط، لكنه لا يسير وحده في طريق الصعود.