خامنئي إلى ملجأ سري تحت الأرض وسط تصاعد الهجمات الإسرائيلية على طهران
في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية المكثفة على الأراضي الإيرانية، أفادت مصادر مطلعة من داخل إيران أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، قد تم نقله إلى ملجأ محصن تحت الأرض في العاصمة طهران، وذلك كإجراء احترازي بعد تصاعد التهديدات الأمنية والعسكرية.
نقل خامنئي إلى موقع محصن
وبحسب ما نقلته قناة “إيران إنترناشيونال” عن مصدرين على صلة بدوائر صنع القرار في طهران، فإن خامنئي تم نقله في الساعات الأولى من يوم الجمعة إلى ملجأ تحت الأرض يقع في منطقة لويزان، شمال شرقي العاصمة. وجاء هذا النقل بعد اندلاع موجة من الغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع حساسة داخل طهران، والتي بدأت فجراً، وتسببت في حالة من الذعر في الأوساط الأمنية والسياسية.
أوضح المصدران أن قرار نقل المرشد الأعلى جاء استجابة لتوصية مباشرة من كبار قادة الحرس الثوري، الذين اعتبروا أن هناك تهديدًا وشيكًا يطال رموزًا بارزة في هرم السلطة الإيرانية، وفي مقدمتهم علي خامنئي.
العائلة إلى جانب خامنئي
ولم يكن خامنئي وحده في هذا المأوى، إذ أوضحت المصادر ذاتها أن جميع أفراد عائلته، بما فيهم ابنه مجتبی خامنئي، قد تم نقلهم برفقته إلى نفس الملجأ المحصن، حيث يخضعون لحماية مشددة، وسط إجراءات أمنية صارمة داخل وخارج الموقع.
ورأى محللون أن لجوء القيادة الإيرانية إلى الاحتماء في الملاجئ يعكس حالة من القلق العميق بشأن اتساع نطاق الهجمات الإسرائيلية، وإمكانية استهداف مواقع استراتيجية أو شخصيات بارزة داخل النظام.
رضائي: المواجهة مستمرة
وفي سياق متصل، أكد محسن رضائي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، أن الصراع مع إسرائيل سيستمر، مشددًا على أن طهران جاهزة للرد بشكل متواصل على ما وصفه بـ”العدوان الإسرائيلي”.
وأضاف رضائي أن إيران قد اتخذت عدة خطوات سرية في مواجهة المخطط الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنه سيتم الإعلان عن هذه الإجراءات في الوقت المناسب، بعد تقييم الموقف الميداني والسياسي.
كما كشف أن إسرائيل خططت لتنفيذ اغتيالات متتالية داخل إيران، تستهدف مسؤولين بارزين في الأجهزة الأمنية والعسكرية، مشيرًا إلى أن السلطات الإيرانية تمكنت من إفشال عدد من هذه المحاولات قبل تنفيذها.
ترامب رفض اغتيال خامنئي
وفي تطور آخر لافت، كشفت وكالة “رويترز” عن أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب رفض في الأيام الأخيرة من ولايته خطة إسرائيلية لاستهداف المرشد الإيراني علي خامنئي بالاغتيال.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين أميركيين أن ترامب لم يوافق على تنفيذ أي عمليات ضد القيادة السياسية الإيرانية، ما لم تكن هناك أدلة دامغة على تورط طهران في قتل أميركيين.
صرّح أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية في ذلك الوقت قائلاً: “في تلك المرحلة، لم يكن الإيرانيون قد قتلوا أي مواطن أميركي.”
ولذلك، لم نكن مستعدين حتى لفتح نقاش حول استهداف قيادتهم السياسية”.
ويشير هذا الرفض إلى وجود تباين بين تل أبيب وواشنطن في أسلوب التعامل مع النظام الإيراني، خصوصًا في ما يتعلق بعمليات الاستهداف المباشر لشخصيات عليا.
إسرائيل تنفي التخطيط للاغتيال
من جهته، نفى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، الجمعة الماضية، أن تكون لدى إسرائيل أي خطة لاغتيال خامنئي أو أي من كبار مسؤولي النظام الإيراني.
وقال هنغبي إن إسرائيل تركز حاليًا على “تحييد التهديدات المباشرة” التي تمثلها البنية التحتية العسكرية الإيرانية، دون الدخول في مغامرات قد تؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة.
لكن ما أعلنته إيران عقب الغارات من مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري يفتح باب التساؤلات بشأن النوايا الفعلية وراء الضربات، ومدى دقتها.
قتلى في صفوف القيادة العسكرية الإيرانية
وأعلنت طهران رسمياً مقتل عدد من أبرز قياداتها العسكرية، وعلى رأسهم رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد القوات الجوفضائية أمير علي حاجي زاده، إلى جانب سبعة من كبار الضباط في سلاح الجو الفضائي التابع للحرس الثوري، وعدد آخر من الضباط والمسؤولين.
ويُعد هذا التصعيد أكبر ضربة تتعرض لها القيادة العسكرية الإيرانية منذ سنوات، ما يشير إلى اختراق واضح في منظومتها الأمنية، وقد يُغيّر قواعد اللعبة في الصراع بين إيران وإسرائيل.
دلالات سياسية وأمنية
يرى مراقبون أن نقل خامنئي وعائلته إلى ملجأ سري يمثل مؤشرًا خطيرًا على حجم التهديد الذي تواجهه طهران، سواء من الخارج أو من الداخل. كما يكشف عن خشية النظام من إمكانية تنفيذ عمليات نوعية قد تطال قمة الهرم السياسي والديني في البلاد.
ويؤكد ذلك أن الغارات الإسرائيلية لم تعد تقتصر على ضرب مستودعات أسلحة أو منشآت نووية، بل امتدت لتشكل ضغطًا مباشرًا على البنية القيادية للنظام الإيراني.
تساؤلات حول مستقبل الصراع
تطرح هذه التطورات المتسارعة عدة أسئلة حول مستقبل المواجهة بين إسرائيل وإيران. فهل نشهد تحولاً في قواعد الاشتباك؟ وهل يتجه الصراع نحو استهداف مباشر للقيادات؟ أم أن الطرفين سيظلان في دائرة الردع المتبادل دون تجاوز الخطوط الحمراء؟
كما يزداد الغموض حول موقف المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، من هذا التصعيد، في ظل التباين الظاهر بين السياسات الإسرائيلية والأميركية في إدارة الأزمة.
ختامًا
بينما تتسارع الأحداث على الأرض، تبقى الأنظار مشدودة إلى طهران التي تعيش حالة من الاستنفار الأمني غير المسبوق. ووسط الأنباء المتضاربة والتصريحات النارية، يبدو أن الشرق الأوسط دخل مرحلة جديدة من التوتر، قد تكون أكثر عنفًا وتعقيدًا من سابقاتها.
لمتابعة احدث الأخبار في مصر اضعط هنا – تابعنا عبر فيسبوك لمتابعة احدث واخر الاخبار عبر صفحتنا في فسيبوك وباقي مواقع التواصل .