سحق نادي باريس سان جيرمان الفرنسي منافسه ريال مدريد الإسباني برباعية نظيفة في الأمسية الأعلى مشاهدة على الإطلاق على مدار النسخة الحالية لبطولة كأس العالم للأندية 2025. ونجح الفريق الباريسي في تحقيق أعلى استفادة ممكنة من المباراة عندما تمكن رجال الإسباني لويس إنريكي من إغلاق ملف نصف النهائي مبكرًا بعدما أحرز اللاعب فابيان رويز الهدف الثالث في الدقيقة الرابعة والعشرين من الشوط الأول، لينهي سان جيرمان هذا الشوط بثلاثية نظيفة عبّرت عن هيمنة إنريكي التكتيكية على مواطنه الشاب ألونسو، وسيطرة لاعبيه على مجريات المباراة. وقبل أن تلفظ المباراة أنفاسها الأخيرة توّج البرتغالي جونزالو راموس أداء فريقه الاستثنائي بهدف رابع معلنًا اكتساحًا مستحقًا للفرنسيين.


ألونسو يستجير من الرمضاء بالنار

 بعد تعطل هبوط رحلة مدريد الجوية لمدة أربعة ساعات كاملة ليلة الأمس لسوء الأحوال الجوية، أعلن نادي ريال مدريد قبيل انطلاق المباراة بدقائق قليلة عن إصابة ظهيره الأيمن ترينت ألكسندر-أرنولد لتزداد المعاناة الدفاعية للفريق الملكي خاصة بعد الطرد الذي تعرض له المايسترو الجديد لخط الدفاع دين هاوسن أمام بوروسيا دورتموند في الدور السابق، ولتستمر بذلك حالة النحس الدفاعي التي لازمت الملكي منذ بداية الموسم. وافتقد ألونسو تحديدًا لخدمات اللاعبين الذين تعاقد معهما خصيصًا من أجل هذه البطولة( أرنولد و دين هاوسن)، مما تسبب في إرتباك وتعديلات شاملة لخطة المدرب الشاب في هذا الوقت الحرج.


تعديلات تكتيكية بالجملة

وعليه، اضطر تشابي ألونسو قبل انطلاق صافرة البداية إلى إحداث ثورة من التعديلات التكتيكية الاضطرارية، فاختار الزج بنجم الوسط فيديريكو فالفيردي في مركز الظهير الأيمن لسد العجز، وبخسارته للاعبين من خط الدفاع لتحويل الرسم التكتيكي إلى الرباعي الدفاعي بعد أن اعتاد لاعبوه وتميزوا في تقديم نظام الخط الخلفي الثلاثي. وأجبر ألونسو أيضا على تعديل مراكز ووظائف مفاتيح الهجمات مثل آردا غولر وجود بيلينغهام، ما تسبب في هبوط حاد بمستوى المجموعة وأعاد إلى الأذهان صورة الملكي المهزوزة التي عاشتها الجماهير البيضاء طوال الموسم الحالي.


فرص الأسلوب منذ البداية

على الجانب الآخر بدأ لويس إنريكي المباراة مصرًّا على فرض أسلوبه التكتيكي بالضغط العالي وتوسيع الملعب باستخدام الأطراف الطائرة أشرف حكيمي ونونو مينديز وبمساندة من الرسام فيتينيا والمقاتل جواو نيفيس. ورغم تألق حارس ريال مدريد تيبو كورتوا منذ الدقيقة الأولى بتصديات استثنائية، إلا أنه ودفاعه لم يتمكنوا من الصمود أكثر من ست دقائق. افتتح فابيان رويز التسجيل بعد خطأ فادح من المدافع راؤول أسينسيو. وفي الدقيقة التاسعة أضاف النجم الفرنسي عثمان ديمبيلي الهدف الثاني بعد خطأ ” بالكربون” من المدافع أنطونيو روديغر، ليسكن النجم الفرنسي الكرة في أقصى الزاوية اليمنى للحارس كورتوا. وفي الدقيقة الرابعة والعشرين عاد رجل المباراة فابيان رويز لتسجيل الهدف الثالث معلنًا بداية مبكرة لمرحلة التقاط الأنفاس استعدادًا لمباراة التتويج باللقب المونديالي بعد أيام قليلة أمام تشيلسي الإنجليزي.

 

اتفاق ضمني على الخروج لبر الأمان

في الشوط الثاني، لم يقم المدرب تشابي ألونسو بإجراء تعديلات تكتيكية جذرية، وفضّل بدلاً من ذلك الاعتماد على فرديات لاعبيه الهجومية في محاولة متشحة باليأس لإنهاء المباراة بأقل خسائر ممكنة. هذا النهج ساعد لويس إنريكي على إراحة لاعبيه والتحكم في سرعة المباراة. ورغم الهدوء النسبي فقد سنحت للباريسيين فرصا عديدة لزيادة الغلة، لكن أوامر إنريكي الصارمة بالتحفظ والهدوء كانت قرارا حكيما يهدف لتجنب شحن الأجواء أو تعريض اللاعبين لإصابات قد تؤثر سلبا على النهائي المرتقب أمام تشيلسي. لكن البديل البرتغالي جونزالو راموس أبى أن تنتهي المباراة دون أن يضع بصمته بالنيابة عن البدلاء الحاضرين، مسجلا الهدف الرابع في الدقيقة السابعة والثمانين بتسديدة متقنة، معلنًا تسجيل نتيجة عريضة أمام ريال مدريد أكثر الأندية تتويجًا بالألقاب في تاريخ كرة القدم وصاحب الرقم القياسي في هذه البطولة تحديدا.


سطوة باريس سان جيرمان هذا الموسم

بهذه النتيجة سجل باريس سان جيرمان سطرًا جديدًا في سجل ضحاياه هذا الموسم. فبعد ريمونتادا مثيرة أمام مانشستر سيتي انتهت برباعية في المباراة الفاصلة من دوري المجموعات لبطولة أبطال أوروبا، ثم سحق إنتر ميلان بخماسية في نهائي البطولة ذاتها، ها هو الفريق الباريسي يعلن مرة أخرى سطوته المطلقة على رياضة كرة القدم هذا العام برباعية جديدة أمام ريال مدريد في يوم استثنائي بحجم نصف نهائي كأس العالم للأندية بنظامها الجديد، لينهي حقبة تذوق فيها الباريسيون مرارا ويلات الخروج المتكرر على يد الملكي في مختلف النسخ من المسابقة الأوروبية.


تداعيات الهزيمة على ريال مدريد

أعادت هذه الهزيمة القاسية نزف الجرح الجماهيري العميق مرة أخرى، وقد نشهد في الفترة المقبلة مطالبات إعلامية واسعة لتشابي ألونسو بإجراء تغييرات جذرية في المنظومة الدفاعية لتكون قادرة على تحمل ضغوط الموسم الأكثر ازدحامًا بالمباريات وتداخل الالتزامات الدولية للاعبين مع قوة المنافسة المحلية والقارية.

وكان النجم المخضرم الكرواتي لوكا مودريتش قد قضى آخر الدقائق بالقميص الملكي في مباراة اليوم حيث سيغادر لوجهة أوروبية جديدة بعد سنوات حافلة بالإنجازات والبطولات نقشت مسيرة اللاعب الأسطورية على جدران النادي الملكي بحروف من ذهب. ورغم الخروج الحزين حرص لوكا مودريتش على وداع الجماهير بابتسامته وهدوءه المعتادين.

وسيلتقي باريس سان جيرمان في التاسع من يوليو المقبل بالطرف الآخر للنهائي، تشيلسي الإنجليزي الذي تأهل بعد عبور مصيدة فلومينينزي البرازيلي.


تصريحات ما بعد المباراة

عقب اللقاء، اعتذر حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا لجماهير ريال مدريد، محملاً الخطأ لنفسه وزملائه بسبب عدم استيعاب وتنفيذ أفكار المدرب ألونسو بالشكل السليم على أرض الواقع.

بينما صرح المديرالفني تشابي ألونسو في المؤتمر الصحفي بأنه ارتكب خطأً فادحًا بإشراك ثلاثة مهاجمين منذ البداية أمام باريس.

أما صحيفة “ماركا” الإسبانية، فعنونت أن لويس إنريكي هو النجم الحقيقي لكرة القدم، وأنه الأجدر بالكرة الذهبية وليس لامين يامال أو عثمان ديمبيلي أو فيتينيا.

لمتابعة أحدث الأخبار في كرة القدم  اضغط هنا – تابعنا عبر فيسبوك لمتابعة أحدث وآخر الأخبار عبر صفحتنا في  فيسبوك  وباقي مواقع التواصل

شاركها.
اترك تعليقاً