في ليلة كروية حافلة بالمفاجآت، قلب فلومينينزي البرازيلي التوقعات بعدما أطاح بإنتر ميلان الإيطالي خارج كأس العالم للأندية، محققًا فوزًا مستحقًا بنتيجة 2-0 في واحدة من أبرز صدمات البطولة.
فلومينينزي يتلاعب بإنتر ميلان بثنائية نظيفة
لم يكن أكثر المتشائمين في جماهير إنتر ميلان يتوقع سيناريو سقوط فريقهم بهذه الصورة القاسية. الفريق الإيطالي دخل المباراة باحثًا عن استعادة الثقة بعد موسم محبط، لكنه اصطدم بطموح كبير وتنظيم تكتيكي مثالي من جانب فلومينينزي الذي ظهر واثقًا من نفسه منذ الدقيقة الأولى وحتى صافرة النهاية.
الشوط الأول كشف عن هشاشة واضحة في دفاع إنتر، إذ استغل المهاجمون البرازيليون بطء التمركز وتكرار الأخطاء الفردية، ليوقعوا الهدف الأول في الدقيقة 3 برأسية المهاجم جيرمان كانو، قبل أن يضاعفوا النتيجة في الثواني الأخيرة للمباراة من خلال هجمة مرتدة منظمة حسمت المواجهة عمليًا.
ترنح واضح منذ الهزيمة المدوية أمام باريس
ربما لا تنفصل هذه الخسارة عن وقع الهزيمة الثقيلة التي تعرض لها إنتر في نهائي دوري أبطال أوروبا الأخير أمام باريس سان جيرمان بخماسية نظيفة إضافة إلى الكواليس الكارثية لخروج المدرب سيموني إنزاجي من الإنتر.منذ تلك الليلة، باتت ثقة اللاعبين مهزوزة، وبدا واضحًا أن آثار الانكسار النفسي لم تُمحَ بعد. وظهر ذلك جليا في تذبذب نتائج النيراتزوري ومستواه خلال دور المجموعات بالرغم من كون مجموعته تعد ” في المتناول” من حيث الإمكانيات والأسماء.
مدرب الفريق الروماني كريستيان كيفو حاول بث الحماس والروح القتالية، إلا أن التردد والارتباك سيطرا على تصرفات الخط الخلفي، بينما افتقد المهاجمون للحدة المطلوبة أمام مرمى الخصم كما لم يخفى كل من تابع المباراة سيطرة تكتيكية تامة من الجانب البرازيلي.
تكتيك محكم يكتب انتصار فلومينينزي
على الجانب الآخر، لم يكن فوز فلومينينزي مجرد ضربة حظ عابرة. المدرب البرازيلي ريناتو دخل اللقاء بخطة مدروسة اعتمدت على استغلال مساحات الأطراف والضغط العالي عند بناء هجمات إنتر. هذا النهج أربك المنظومة الإيطالية وفرض على الفريق صعوبة تحريك الكرة طوال مدة المباراة.
التنويع في أساليب اللعب بين الكرات الطويلة والتمريرات القصيرة منح فلومينينزي القدرة على اختراق الدفاع بسهولة، في وقت عجز فيه إنتر عن مجاراة النسق العالي للخصم.
الخيبة الأوروبية… ومخاوف ما بعد الإقصاء
بالنسبة لإنتر ميلان، فإن هذه الخسارة تعمق من أزمات الفريق المستمرة على الصعيدين المحلي والدولي. الجماهير الإيطالية أعربت عن استيائها من استمرار الأداء الباهت وتكرار الأخطاء ذاتها التي أضاعت فرصة التتويج الأوروبي. وأبدى عدد من المراقبين تخوفهم من انعكاس هذه الإخفاقات على مسيرة الفريق خلال الفترة القادمة.
أداء هلالي وسيتي مذهل في الطريق
وبعد هذا الإقصاء المفاجئ لإنتر، ستتجه الأنظار بالكامل نحو مواجهة الهلال السعودي ومانشستر سيتي الإنجليزي تمام الرابعة فجر الأربعاء. مباراة يتوقع أن تكون من أعلى المباريات إثارة ومشاهدة في البطولة، إذ يدخل الهلال بثقة عالية وأداء جماعي منظم تحت قيادة سيموني إنزاجي، بينما يواصل السيتي عروضه القوية بقيادة بيب جوارديولا والصفقات المدوية اللي وصلت حديثا وعلى رأسهم النجم المصري عمر مرموش الذي أصبح لاعبا للسيتي منذ يناير الماضي،إضافة للهولندي تيجاني رايندرز وريان شرقي وآيت نوري. هذا الصدام المرتقب سيحدد هوية الفريق الذي يواصل مشواره في كأس العالم للأندية، وسط توقعات بمستوى تكتيكي وفني مرتفع.
توازن القوى يتغير في مونديال الأندية
فوز فلومينينزي اليوم يؤكد أن كرة القدم الحديثة لم تعد تعترف بالأسماء التاريخية وحدها. التنظيم والذكاء التكتيكي وروح الفريق أضحت عوامل حاسمة للفوز، وهو ما يفسر تفوق الفرق البرازيلية والآسيوية على بعض الأندية الأوروبية التي تعاني من اهتزازات مستمرة. هذه الحقيقة تمنح البطولة الحالية طابعًا فريدًا يفتح الباب أمام مفاجآت أخرى قد تغير خارطة المنافسة على اللقب.
الختام: دروس قاسية وطموحات متجددة
بين لحظة التتويج المنتظر وسيناريو الإقصاء المبكر، يظل كأس العالم للأندية مساحة لاختبار قوة الأندية الكبرى وتحدي طموح الفرق الصاعدة. فلومينينزي استحق الانتصار بفضل تكتيك واضح وإصرار لا يلين، فيما بات إنتر ميلان مطالبًا بمراجعة الذات والبحث عن حلول تنهي سلسلة التعثرات. وبانتظار صدام الهلال ومانشستر سيتي، تبدو البطولة في طريقها لمزيد من الإثارة والتشويق.
لمتابعة أحدث الأخبار في كرة القدم اضغط هنا – تابعنا عبر فيسبوك لمتابعة أحدث وآخر الاخبار عبر صفحتنا في فيسبوك وباقي مواقع التواصل