يشهد المشهد الإعلامي لجماعة الإخوان تطورات لافتة بعد توقف بث فضائية “الشعوب”، التي كانت تبث من أوروبا على مدى ثلاث سنوات مهاجمةً الدولة المصرية ومؤسساتها. ومع انتشار أنباء عن نقل القناة وأنشطة إعلامية أخرى إلى البرازيل أو أستراليا، يطرح المراقبون تساؤلات حول مستقبل ماكينة الإعلام الإخواني، وأسباب اختيار هذه الوجهات الجغرافية الجديدة، ودلالات هذا التحول على مستوى النفوذ والتأثير.
التفاصيل والتحليل
توقف مفاجئ يثير التساؤلات
أعلنت مصادر مطلعة لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” أن جماعة الإخوان أوقفت بث فضائية “الشعوب”، التي تولّى إدارتها المذيع الإخواني معتز مطر، في خطوة مفاجئة بعد ثلاث سنوات من انطلاقها في العاصمة البريطانية لندن. القناة كانت واجهة أساسية لمهاجمة الدولة المصرية والدعوة لإسقاط النظام، لكنها وجدت نفسها مضطرة للتوقف وسط تحولات سياسية وإقليمية كبرى.
معتز مطر بين الاعتزال المؤقت والعودة عبر “يوتيوب”
مطر، الذي سبق أن غادر تركيا بضغط من سلطاتها، أعلن عبر حسابه على منصة “إكس” اعتذاره عن مواصلة برنامجه “مع معتز” عبر “الشعوب”، مبرراً ذلك بظروف خارجة عن إرادتهم. وأكد أنه سيعود إلى متابعيه من خلال بث مباشر يومي على قناة “العراف” عبر “يوتيوب”، في محاولة للحفاظ على جمهوره التقليدي رغم التضييق الإعلامي الذي يلاحق القنوات الإخوانية.
البرازيل وأستراليا.. محطات جديدة؟
المصادر ذاتها كشفت أن الجماعة تدرس نقل فضائية “الشعوب”، إلى جانب قنوات أخرى مثل “مكملين” و”وطن” و”الحوار”، إلى البرازيل أو أستراليا. واللافت أن التنظيم أسس بالفعل استديوهات ومراكز بحثية في البرازيل، كما نقل عدداً من عناصره إلى هناك. أما أستراليا، فباتت مقصداً لعدد من أنشطة الجماعة، خاصة مع انتقال مؤسسة “محمد مرسي للديمقراطية” إلى سيدني لتمويل مشاريع إعلامية وفكرية.
البعد السياسي للتحرك
قرار وقف القناة ونقلها يعكس ضغوطاً سياسية متزايدة على الجماعة في أوروبا وتركيا، نتيجة تحولات في السياسات الإقليمية، أبرزها التقارب التركي المصري الخليجي. فقد سبق أن طلبت أنقرة بشكل رسمي من قيادات الإخوان وقف البرامج الإعلامية المهاجمة لمصر والخليج، ما دفع قنوات مثل “مكملين” و”الشرق” لإيقاف بثها أو تقليصه بشكل حاد.
خلفيات قضائية تلاحق الوجوه الإعلامية
التحولات الإعلامية لا تنفصل عن الواقع القضائي، إذ إن شخصيات بارزة مثل معتز مطر لا تزال مدانة بأحكام نهائية في مصر، منها السجن المؤبد في قضية “طلائع حسم الثانية” بتهم الانتماء لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، فضلاً عن أحكام أخرى تتعلق بالتحريض على العنف والتظاهر.
آراء وتحليلات
-
خبراء الإعلام يرون أن التحرك نحو البرازيل وأستراليا يعكس بحث الجماعة عن بيئة أقل حساسية سياسياً وأكثر انفتاحاً على حرية التعبير، ولو نسبياً، مقارنة بتركيا وأوروبا.
-
المحللون السياسيون يشيرون إلى أن التنظيم يحاول إعادة ترتيب أوراقه بعد أن ضاقت به المساحات التقليدية للبث، ما يطرح تساؤلات حول مدى تأثيره على الرأي العام من مقرات بعيدة جغرافياً عن المنطقة العربية.
-
الرأي الشعبي في مصر يعتبر أن توقف هذه القنوات نجاح للدبلوماسية المصرية في محاصرة خطاب التحريض، بينما يرى البعض أن الانتقال إلى مناطق نائية سيقلل من تأثير الجماعة ويجعلها أكثر عزلة.
FAQ
س1: ما سبب توقف بث فضائية “الشعوب” الإخوانية من أوروبا؟
ج: التوقف جاء نتيجة ضغوط سياسية وتحولات إقليمية، بالإضافة إلى قرار داخلي من الجماعة بإعادة هيكلة أنشطتها الإعلامية.
س2: هل ستعود الفضائية للبث من دولة أخرى؟
ج: نعم، تشير التقارير إلى أن الجماعة تخطط لنقل بثها إلى البرازيل أو أستراليا حيث أسست استديوهات ومراكز بحثية.
س3: ما دور معتز مطر في القناة؟
ج: معتز مطر كان المذيع الرئيسي لبرنامجها الأشهر “مع معتز”، وأعلن توقفه عن البث عبر “الشعوب”، لكنه سيواصل نشاطه عبر “يوتيوب”.
س4: ما علاقة تركيا بقرار التوقف؟
ج: تركيا ضغطت على القنوات الإخوانية لوقف مهاجمة مصر والخليج بعد تقاربها مع القاهرة، وهو ما أجبر القنوات على البحث عن بدائل.
س5: ما تأثير هذا التوقف على الإعلام الإخواني؟
ج: من المتوقع أن يتراجع تأثيره، خاصة مع الابتعاد عن المراكز الإعلامية الكبرى مثل لندن وإسطنبول.
الخاتمة التشويقية
توقف فضائية “الشعوب” ليس مجرد حدث إعلامي عابر، بل هو مؤشر على انكماش المساحات المتاحة للجماعة في ساحة الإعلام الدولي. وبينما تتجه البوصلة نحو البرازيل وأستراليا، يبقى السؤال: هل تنجح الإخوان في إعادة إحياء خطابها من هناك، أم أن الابتعاد الجغرافي سيقود إلى تراجع نفوذها وانحسار تأثيرها؟
تابع اخر الاخبار حول مصر من هنا . لا تنسى الانضمام الى قناة التليجرام ليصلك كل جديد .
