في ظل تصاعد الأحداث على الجبهات، جدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوته إلى وضع حد للحرب الروسية الأوكرانية، مؤكداً أن استمرار النزاع يفاقم الأوضاع الإنسانية ويهدد الاستقرار الإقليمي. جاءت تصريحاته في وقت حساس يتزامن مع محادثات دولية تبحث سبل التوصل إلى تسوية، وهو ما يعكس حجم الترقب الذي يحيط بمستقبل الأزمة.
الموقف الأوكراني: سلام مشروط بعد وقف شامل للنار
تتبنى كييف موقفاً واضحاً تجاه أي عملية تفاوضية، إذ تشترط وقفاً كاملاً لإطلاق النار في البر والبحر والجو قبل الدخول في محادثات سلام رسمية. وتؤكد الحكومة الأوكرانية أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يتضمن ضمانات أمنية قوية تحول دون تكرار الاعتداءات، مع الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها.
مطالب موسكو: تنازلات إقليمية ووقف الدعم الغربي
في المقابل، تصر روسيا على شروط يعتبرها الجانب الأوكراني غير مقبولة، أبرزها التنازل عن أربع مناطق أعلنت موسكو ضمها رغم عدم سيطرتها الكاملة عليها، وهي خيرسون ولوغانسك وزابوريجيا ودونيتسك، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014. كما تطالب بوقف شحنات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، وبالتخلي عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
غياب زيلينسكي عن قمة ألاسكا
أثار غياب الرئيس الأوكراني عن القمة الأخيرة في ألاسكا، التي جمعت زعيمي الولايات المتحدة وروسيا، تساؤلات حول موقع أوكرانيا في المسار التفاوضي الدولي. ورغم ذلك، أعرب زيلينسكي عن أمله في أن يسهم الحوار بين القوى الكبرى في تسريع التوصل إلى حل، مشدداً على اعتماده على دعم واشنطن في هذه المرحلة الحرجة.
الرهان على الدعم الأميركي
يعتبر الرئيس الأوكراني أن الدور الأميركي يظل محورياً في حسم اتجاهات النزاع، سواء من خلال الضغط السياسي أو استمرار الدعم العسكري. ويرى مراقبون أن أي تراجع في الموقف الأميركي قد يغيّر موازين القوى على الأرض، فيما تعوّل كييف على التزام واشنطن بتعزيز قدراتها الدفاعية إلى حين التوصل إلى اتفاق يضمن مصالحها.
التصعيد الميداني في خضم المفاوضات
تزامنت تصريحات زيلينسكي مع تقارير عن هجمات روسية استهدفت مناطق متفرقة في أوكرانيا، ما يعكس استمرار حدة المعارك حتى في أيام المفاوضات. ويشير محللون إلى أن هذا التصعيد قد يهدف إلى تحسين الموقف التفاوضي لموسكو، لكنه في الوقت ذاته يزيد من تعقيد فرص إحراز تقدم سريع نحو السلام.
التحديات أمام الحل السلمي
رغم الدعوات المتكررة من الأطراف الدولية لوقف القتال، لا تزال هناك فجوة كبيرة بين شروط الطرفين. فبينما تتمسك أوكرانيا بوقف غير مشروط للنار، تربط روسيا أي تسوية بمكاسب ميدانية وسياسية. هذه الفجوة تعني أن الطريق إلى سلام دائم قد يمر عبر جولات طويلة من الوساطة والمساومات، وربما اتفاقات مرحلية قبل الوصول إلى الحل النهائي.
أهمية الضمانات الأمنية المستقبلية
تضع كييف أهمية قصوى للحصول على ضمانات أمنية من قوى كبرى، تضمن ردع أي اعتداءات مستقبلية. هذه الضمانات، بحسب الخبراء، قد تشمل نشر قوات مراقبة دولية أو توقيع اتفاقات دفاعية ثنائية مع شركاء غربيين، وهو ما تعتبره موسكو تهديداً لمجالها الاستراتيجي.
المجتمع الدولي بين الضغط والوساطة
يواصل المجتمع الدولي لعب دور مزدوج بين الضغط على الطرفين للتهدئة، ومحاولة الوساطة لردم الهوة بين المواقف. في هذا السياق، تأتي الاجتماعات متعددة الأطراف كمحاولة لتقريب وجهات النظر، لكن النتائج تبقى رهناً بمدى استعداد موسكو وكييف لتقديم تنازلات متبادلة.
مستقبل الحرب: بين التعنت والأمل
في ظل استمرار التصعيد وتباعد المواقف، يبقى مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية غامضاً. إلا أن تصريحات زيلينسكي الأخيرة تعكس رغبة حقيقية في إنهاء النزاع، شرط أن يكون الحل عادلاً ويحفظ السيادة الوطنية. ومع تزايد الضغوط الدولية، قد يجد الطرفان نفسيهما أمام خيار وحيد وهو العودة إلى طاولة المفاوضات، مهما كان الطريق إليها مليئاً بالعقبات.
تابع اخر الاخبار حول العالم من هنا . لا تنسى الانضمام الى قناة التليجرام ليصلك كل جديد .