في مباراة وصفت بأنها علامة فارقة في تاريخ كرة القدم، نجح الهلال السعودي في الإطاحة بمانشستر سيتي الإنجليزي بعد مواجهة ماراثونية امتدت للأشواط الإضافية وانتهت هلالية بنتيجة 4/3. ليحجز بذلك الزعيم مقعده في دور الثمانية من كأس العالم للأندية بكل جدارة.
أسباب التفوق السعودي على عملاق انجلترا
لم يكن فوز الهلال السعودي على مانشستر سيتي مجرد انتصار عابر، بل كان حصيلة منظومة متكاملة جمعت بين التخطيط التكتيكي المسبق والحضور الذهني العالي والروح الاحترافية للاعبين. منذ بداية مشوار الفريق في البطولة، برزت ملامح مشروع كروي واضح يقوده المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، الذي استطاع في زمن قياسي أن يغرس فلسفة اللعب المنظم ويمنح لاعبيه الثقة اللازمة لمقارعة أبطال أوروبا.
تأهل الهلال جاء ثمرة عمل جماعي بدأ قبل انطلاق البطولة بفترة وجيزة، إذ حرص الجهاز الفني على دراسة نقاط القوة والضعف لدى جميع الخصوم. في المباراة الافتتاحية أمام ريال مدريد، قدم الفريق السعودي أداءً مقنعًا وكاد يحقق الفوز لولا بعض التفاصيل الصغيرة، ليكتفي بالتعادل ويعلن عن نفسه منافسًا جادًا منذ الجولة الأولى.
طريقة اللعب وأدوار اللاعبين
واحدة من الركائز التي أسهمت في تفوق الهلال السعودي على مانشستر سيتي كانت القدرة على التكيف مع ظروف اللقاء وتغيير أسلوب اللعب بسلاسة. بدأ سيموني انزاجي البطولة معتمدًا على خطة 4-3-3 والتي بني عليها أسلوب الهلال مع المدرب السابق خيسوس حيث الحرية الهجومية للاعبي الخطوط الأمامية مع هندسة سد الثغرات. لكن عند مواجهة السيتي، عاد إنزاجي لاستخدام طريقته المفضلة 5-4-1 التي تعتمد على تماسك الخطوط والضغط المنظم على حامل الكرة بالإضافة للتحولات والجمل المرسومة.
أظهر لاعبو الزعيم التزامًا تكتيكيًا نادرًا ونجحوا في تقليص المساحات أمام مفاتيح لعب مانشستر سيتي ومنعوا التمريرات العمودية التي تشكل خطورة دائمة على المرمى. هذا الانضباط الدفاعي جعل الفريق الإنجليزي يجد صعوبة في اختراق الجدار الأزرق رغم استحواذه لفترات طويلة على الكرة.
تألق ياسين بونو وعناصر الخبرة
لا يمكن إغفال الدور الكبير لحارس المرمى ياسين بونو منذ بداية البطولة، حيث افتتح مشواره في المونديال بالتصدي لركلة جزاء ريال مدريد مكنت الزعيم من الخروج بنقطة غالية، وحتى تقديمه لأداء استثنائي أمام السيتي قد يخلد طويلا في تاريخ النسخة الحالية. تصدياته الحاسمة منحت الهلال السعودي الثقة ورفعت من معنويات زملائه، خاصة في اللحظات الحرجة التي كادت تمنح السيتي التفوق. إلى جانب بونو، لعبت خبرة اللاعبين ذوي الجودة أمثال كانسيلو وسافيتش ومالكوم دورًا جوهريًا في ترجيح كفة الهلال. كما أن وجود عناصر تمتلك تاريخا في البطولات الكبرى أمثال كوليبالي وبونو وروبن نيفيز ساعد الفريق على التعامل بهدوء مع الضغوط الكبيرة، فلم يكتفِ الهلال بالصمود الدفاعي بل بادر بالهجوم واستطاع التقدم في النتيجة ثلاث مرات، وهو ما يؤكد شخصية الفريق القوية.
التصاعد في النتائج المبهرة
ما يلفت الأنظار أن الهلال السعودي لم يكتفِ بتحقيق نتيجة إيجابية أمام مانشستر سيتي، بل سبق له أن قدم أداءً مميزًا أمام ريال مدريد، ما يعكس استقرار المستوى الفني والذهني. جمع الفريق خمس نقاط في دور المجموعات وتأهل مستحقًا خلف الريال ومتقدمًا على سالزبورج النمساوي، ثم جاء موعد الملحمة الكبرى أمام السيتي ليكتب الهلال صفحة جديدة في تاريخه حاملا الراية العربية والآسيوية في الحفل الأكبر على مستوى الأندية.
الرقم الأصعب حتى الآن
هذه النتائج ليست صدفة، بل نتيجة عمل تراكمي وتجانس بين الجهاز الفني واللاعبين. الكثيرون باتوا يعتبرون الهلال السعودي الحصان الأسود لبطولة العالم للأندية الحالية المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد إقصاء مانشستر سيتي أحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب.
مواجهة التحديات القادمة بثقة
بتأهله إلى دور الثمانية، سيكون الهلال السعودي على موعد مع مواجهة قوية أخرى ضد فلومينينزي البرازيلي الذي فجر بدوره مفاجأة بإقصاء المترنح إنترميلان الإيطالي. هذه المباراة المرتقبة توصف بأنها لقاء المفاجآت المستحقة، إذ يلتقي فيها فريقان أثبتا جدارتهما بإقصاء كبار القارة العجوز. روح الهلال السعودي وإصراره على المضي قدمًا في البطولة يمثلان رسالة واضحة بأن الكرة العربية قادرة على إحداث الفارق في أكبر المحافل العالمية.
إنجاز الهلال السعودي أمام مانشستر سيتي سيكون مرجعًا للأندية الطامحة للنجاح، فهو نموذج للانسجام الفني والروح القتالية. المباراة لم تكن مجرد لقاء عابر، بل حدثًا رياضيًا استثنائيًا وعملا إداريا خالصا سيظل حاضرًا في ذاكرة كرة القدم وعشاقها لسنوات طويلة.
لمتابعة أحدث الأخبار في كرة القدم اضغط هنا – تابعنا عبر فيسبوك لمتابعة أحدث وآخر الأخبار عبر صفحتنا في فيسبوك وباقي مواقع التواصل