«كزبرة» في أولى بطولاته المطلقة بـ «على ضهر راجل».. من نجم المهرجانات إلى عالم الدراما
في خطوة جديدة تعكس رغبته في تجاوز حدود المهرجانات الغنائية والدخول إلى عالم التمثيل من أوسع أبوابه، يستعد مؤدي المهرجانات المعروف كزبرة لخوض أولى تجاربه الدرامية الكبرى كبطل مطلق من خلال مسلسل جديد بعنوان «على ضهر راجل»، المقرر انطلاق تصويره خلال الأيام المقبلة.
العمل يشكل نقلة نوعية في مشوار كزبرة الفني، ويأتي بعد مشاركته كضيف شرف في موسم رمضان الماضي بمسلسل “الغاوي”، ليبدو أن الفنان الشاب عازم على إثبات نفسه كممثل قادر على الأداء والتجسيد، لا كمجرد ظاهرة مؤقتة في ساحة المهرجانات.
«على ضهر راجل».. حكاية شاب يبحث عن ذاته
يلعب كزبرة في هذا العمل شخصية “ورداني”، طالب جامعي يعيش صراعًا داخليًا بين واقعه وطموحاته، ويسعى خلال الأحداث للبحث عن ذاته في عالم لا يمنح الفرص بسهولة، خصوصًا لأمثاله من الشباب البسطاء الذين يعيشون على هامش المجتمع.
الشخصية التي يجسدها تحمل بعدًا إنسانيًا ونفسيًا مختلفًا عن الصورة النمطية التي قد يتوقعها الجمهور من كزبرة. فـ”ورداني” ليس شابًا فوضويًا أو متمردًا، بل هو شخص مسالم، يحاول أن يفهم العالم من حوله، ويتصالح مع ماضيه وعائلته، وهو ما يعطي الدور طابعًا دراميًا يتجاوز مجرد الأداء السطحي.
ومن المتوقع أن يشهد العمل الكثير من التحولات في شخصية ورداني، وهو ما اعتبره كزبرة تحديًا كبيرًا في أول بطولة له، حيث يتطلب الدور القدرة على التعبير عن مشاعر متقلبة، ومواقف اجتماعية وإنسانية حساسة.
طاقم العمل: ثنائي الخبرة والشباب
المسلسل من تأليف الكاتب مصطفى حمدي، الذي اشتهر بتقديم أعمال تمزج بين الطابع الواقعي والدراما النفسية، وإخراج عبد الرحمن أبو غزالة في واحدة من تجاربه الجديدة مع جيل الشباب.
أما المفاجأة الكبرى، فهي مشاركة الفنان الكبير أشرف عبدالباقي، الذي يجسد شخصية رجل خمسيني يعيش حالة من العزلة والبحث عن عائلته، ويلتقي بـ”ورداني” في ظروف غير متوقعة، لتنشأ بينهما علاقة تتأرجح بين الإرشاد والصدام.
العمل مكوّن من 10 حلقات فقط، ما يشير إلى أنه ينتمي لنوعية الدراما القصيرة ذات الإيقاع المكثف، التي باتت تلقى رواجًا في السنوات الأخيرة، خاصةً بين جمهور المنصات الرقمية.
من الغناء للتمثيل.. كزبرة يواصل التحول
كزبرة، الذي عرفه الجمهور من خلال المهرجانات الشعبية، استطاع أن يصنع لنفسه مكانة خاصة في مشهد المزيكا البديلة، بأغانيه التي مزجت بين الجرأة والكوميديا، وبين النقد الاجتماعي واللغة الحية للشارع.
لكن دخوله عالم التمثيل لم يكن مفاجئًا تمامًا، فقد ألمح مرارًا في لقاءات سابقة إلى شغفه بالتمثيل، ورغبته في خوض تحديات جديدة. وقد تحققت أولى هذه الخطوات في موسم رمضان 2025، من خلال مشاركته كضيف شرف في مسلسل “الغاوي”.
“الغاوي”: البداية الجريئة وسط نجوم الدراما
مسلسل “الغاوي” الذي عُرض في رمضان، كان بمثابة تجربة تمهيدية لكزبرة كممثل. ورغم أن ظهوره اقتصر على مشاهد محدودة، إلا أن حضوره كان لافتًا، خصوصًا أن العمل نفسه تميز بطابع جريء وغير تقليدي، يجمع بين التراجيديا والغموض.
“الغاوي” من تأليف طارق كاشف ومحمود زهران، وإخراج ماندو العدل، وإنتاج شركة سينرجي، وضمت قائمة أبطاله نخبة من النجوم، على رأسهم أحمد مكي، عائشة بن أحمد، عمرو عبد الجليل، أحمد بدير، أحمد كمال، محمد لطفي، ولاء الشريف، كرم جابر، هاجر عفيفي، أبيوسف، وتامر شلتوت، ما وضع كزبرة في دائرة تجريبية مليئة بالتحديات.
وقد استقبل الجمهور ظهوره بتفاعل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد لتجربته واعتبرها مختلفة ومرحة، وآخرون رأوا أنها مغامرة قد تؤثر على صورته كمغني.
هل ينجح كزبرة في كسر الصورة النمطية؟
التحول من مؤدي مهرجانات إلى ممثل درامي ليس بالأمر السهل، خصوصًا في ظل النظرة المتحفظة من بعض النقاد والجمهور تجاه مؤديّ هذا اللون الغنائي. إلا أن كزبرة يبدو مصممًا على المضي قدمًا في هذا الطريق، ويؤمن أن الفن لا يجب أن يُقيد بلون أو خلفية، بل بالموهبة والقدرة على التطور.
تصريحاته الأخيرة أكدت أنه يعتبر “على ضهر راجل” فرصة حقيقية لإثبات نفسه كممثل، وأنه تدرب كثيرًا واستعد نفسيًا لأداء دور ورداني بصدق ومسؤولية.
مستقبل درامي ينتظر كزبرة؟
يبقى السؤال: هل يستطيع كزبرة أن يفرض نفسه كممثل حقيقي في مشهد الدراما المصرية، أم سيظل محصورًا في أدوار تعتمد على كاريزمته كمغني؟ الإجابة ستحددها الأيام القادمة، وردود أفعال الجمهور والنقاد على عمله الجديد.
لكن الواضح أن كزبرة لا يرضى بالبقاء في منطقة الراحة، بل يبحث عن تحديات جديدة، سواء على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا، وفي ذلك روح فنان حقيقي، يغامر ليصنع لنفسه مكانًا مختلفًا.
