ضجّت وسائل الإعلام العالمية صباح الأربعاء الثالث من يوليو 2025، بخبر وفاة اللاعب البرتغالي ديوجو جوتا وشقيقه أندريه سيلفا إثر حادث سير مأساوي في إسبانيا ، ليفجع الجماهير ويطفىء الأضواء عن كل ميادين كرة القدم. ومع تداول الخبر المؤكد، اتجهت الذكريات الفورية إلى سيرة لاعب كان يطمح إلى المزيد، لكن القدر وإرادة الله بكل الرضى فوق كل شيء.
من ملاعب البرتغال إلى قمة الدوري الإنجليزي
ولد ديوجو جوتا عام 1996، وبدأ مسيرته الاحترافية مع نادي باكوس دي فيريرا في بلاده، حيث أظهر موهبة لافتة جعلته محط أنظار أندية أوروبية كبرى. بعد موسمين ناجحين، خطف نادي أتلتيكو مدريد الإسباني توقيعه، لكنه لم يخض أي مباراة رسمية مع الفريق الأول، إذ تمت إعارته مباشرة إلى نادي بورتو لينجح خلال تلك الفترة في التألق محليا وأوروبيا.
لكن الانطلاقة القوية والفعلية لجوتا جاءت من بوابة الدوري الإنجليزي حين انتقل إلى صفوف وولفرهامبتون، ليصبح أحد أبرز نجوم الفريق ويقوده للعودة إلى الدوري الممتاز من خلال المساهمة المباشر في تحقيق ذئاب انجلترا للقب دوري الدرجة الأولى الانجليزي. تألقه واستمراريته دفعا نادي ليفربول إلى ضمه في 2020 حيث بدأ جوتا فصله الأخير في مسيرته الرياضية والحياتية والذي نقش فيه الراحل اسمه بأحرف من نور.
مسيرة رياضية براقة
على المستوى الكروي وزعت مسيرة جوتا على خمسة أندية، وقد شارك في عدد كبير من المباريات وترك بصمة تهديفية واضحة، كما يتبين في الجدول التالي:
ديوجو جوتا على مستوى الأندية
النادي | الفترة | عدد المباريات | الأهداف |
---|---|---|---|
باكوس دي فيريرا | 2014 – 2016 | 41 | 14 |
أتلتيكو مدريد | 2016 – 2018 | 0 | 0 |
بورتو (إعارة) | 2016 – 2017 | 27 | 8 |
وولفرهامبتون | 2017 – 2020 | 131 | 44 |
ليفربول | 2020 – 2025 | 182 | 65 |
جوتا على المستوى الدولي
كان جوتا حاضرًا بقوة مع منتخب البرتغالإذ خاض 49 مباراة دولية سجل خلالها 14 هدفًا، وشارك في بطولات قارية هامة، وكان له الدور في تتويج بلاده بلقبي دوري الأمم الأوروبية في 2019 و2025.
موسم أخير في القمة قبل الرحيل المفاجئ
في موسم 2024–2025، ساهم جوتا بفاعلية في تتويج ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. أرقامه الفردية كانت مميزة:
عدد المباريات: 26
عدد الأهداف: 6
التمريرات الحاسمة: 3
معدل الأهداف المتوقعة دون ركلات جزاء: 0.48 لكل 90 دقيقة
نسبة تحويل الفرص إلى أهداف: 17.7٪
رغم الإصابات التي أثّرت على تواجده، فإن تأثيره داخل الملعب لم يتراجع، وكان عنصرًا حاسمًا في لحظات فارقة للفريق.
بين الحب والوداع.. قدر لا يُؤجَّل
ذات صباح صادم وحزين، ودّع العالم نجمًا كرويًا ترك بصمة وشعبية لا تُنسى في الملاعب، لتتحول صفحات الرياضة إلى ساحات حزن ورثاء. ومازاد الحزن حزنا أنه لم يكن أحد ليتخيل أن زواج ديوجو جوتا الأخير سيكون المحطة الهادئة الأخيرة في حياته، فقد جاء خبر وفاته بعد أيام قليلة (أسبوعان تقريبا) من إعلان زواجه الرسمي، لتتضاعف آلام أسرته ومتابعيه حول العالم. وزاد حزن الأقربين أن جوتا كان برفقة شقيقه الأصغر أندريه سيلفا ليرحلا سويا عن عالمنا، ما زاد من عمق المأساة.
تضامن واسع ورسائل وداع مؤثرة
منذ اللحظات الأولى لإعلان الوفاة، عجّت وسائل التواصل الاجتماعي برسائل الحزن من جماهير ولاعبين وأندية كبرى. وأصدر نادي ليفربول بيانًا رسميًا نعى فيه لاعبه بكلمات مؤثرة، مؤكدًا أن جوتا سيبقى جزءًا من تاريخ النادي، وأن روحه ستظل حاضرة في قلوب الجميع. كما يجدر الذكر أن النجم المصري محمد صلاح كان قد قطع إجازته في وقت لاحق في محاولة منه ورفقاء جوتا في استيعاب الصدمة ومواساة أسرة جوتا ومساندتهم.
ارتقاء مصطفى أبوعميرة يبقي الجرح خالدا
وفي ذات اليوم الذي ودّع فيه العالم ديوجو جوتا، تلقت الجماهير العربية نبأ مؤلمًا آخر باستشهاد اللاعب الفلسطيني مصطفى أبو عميرة في قطاع غزة، بعد الاستهداف المباشر لمنزله في ظل استمرار العدوان على المدنيين في غزة منذ السابع من أكتوبر عام 2023. أبو عميرة كان من أبرز المواهب المحلية التي لمعت في ظل واقع صعب ومحاصر، كان ككل الرياضيين حاملا أحلامه في تمثيل منتخب بلاده في المحافل الدولية.
رغم اختلاف السياقات، فإن القاسم المشترك بين الحادثين كان مرارة الفقد، والفراغ الذي خلّفه غياب رمزين شابين في لحظة واحدة، ليُذكّرنا الفراق مرة أخرى بقسوته حين يختار المبدعين.
النهاية ليست نهاية.. بل بداية للذكرى
رحل ديوجو جوتا، لكنه ترك وراءه مسيرة ستظل تُروى في الملاعب وغرف الملابس وصفحات التاريخ. ورحل مصطفى أبو عميرة، لكنه زرع أملًا في نفوس من عرفوه أن الحلم دائم وأن العلم الفلسطيني بروحه وبكثير مثله أصبح العلم الأكثر ارتفاعا في كافة المدرجات الرياضية حول العالم. في كل لحظة يتجدد فيها الشغف بكرة القدم، سنجد صدى أقدامهم يدوي، وحكاياتهم تُروى كأنهم لم يغادروا.
لمتابعة أحدث الأخبار في كرة القدم اضغط هنا – تابعنا عبر فيسبوك لمتابعة أحدث وآخر الأخبار عبر صفحتنا في فيسبوك وباقي مواقع التواصل