وسط انتشار الشائعات وقلق الجمهور، عادت الفنانة زيزي مصطفى لتتصدر عناوين الأخبار، ليس بفيلم جديد، بل بحقيقة مؤلمة تختلط فيها المعاناة بالحب والدعم العائلي.
نفي قاطع وشائعة بلا أساس
في زمن تنتشر فيه المعلومات بسرعة الضوء، بات من السهل أن تتحول أي أزمة صحية إلى شائعة وفاة. وهذا ما حدث مؤخرًا مع الفنانة زيزي مصطفى، حيث تداولت بعض المواقع ومواقع التواصل الاجتماعي أخبارًا غير مؤكدة عن وفاتها، ما أثار موجة من التساؤلات والقلق.
لكن نقيب الممثلين المصريين، الفنان أشرف زكي، خرج عن صمته لينفي بشكل قاطع هذه الشائعة، مؤكدًا أن الفنانة لا تزال على قيد الحياة، وتخضع للعلاج بعد تعرضها لوعكة صحية شديدة.
حالة صحية حرجة لكنها مستقرة
أزمة مفاجئة في القلب
تعرضت الفنانة القديرة لأزمة صحية مفاجئة في أواخر يونيو، استدعت دخولها أحد المستشفيات الخاصة بمنطقة المهندسين، بعد الاشتباه بجلطة في شريان من شرايين القلب. وبعد الفحوصات اللازمة، تم إجراء قسطرة قلبية على وجه السرعة لإنقاذ حالتها.
رغم صعوبة الحالة في البداية، أكد مصدر مقرب من العائلة أن حالتها الصحية بدأت تستقر نسبيًا، بفضل التدخل الطبي السريع والرعاية المكثفة التي تتلقاها في المستشفى.
دعم لا ينقطع من منة شلبي
ترافق الفنانة منة شلبي والدتها زيزي مصطفى بشكل يومي، وتتابع كل تفاصيل العلاج بدقة. العلاقة بين الأم وابنتها لطالما كانت مصدر قوة وحنان، وها هي تتجلى في هذه اللحظات الصعبة، حيث ترفض منة مغادرة المستشفى إلا للضرورة القصوى المرتبطة بالعمل.
ومن اللافت أن منة كانت قد استعانت مسبقًا بطاقم تمريضي متخصص للإشراف على صحة والدتها في المنزل، وهو ما يعكس مدى التزامها برعايتها طوال السنوات الماضية.
زيزي مصطفى… رحلة فنية حافلة
من الرقص إلى التمثيل
ولدت زيزي مصطفى عام 1943، وبدأت مشوارها الفني في فترة الستينيات كراقصة استعراضية. وسرعان ما لفتت الأنظار بخفتها وحضورها المميز، فدخلت عالم السينما من أوسع أبوابه. أول أدوارها السينمائية كان في فيلم “بنت شقية” عام 1967، ثم توالت المشاركات في أعمال تركت بصمة واضحة في تاريخ الفن المصري.
مرحلة النضج الفني
شهدت السبعينيات والثمانينيات ذروة نشاط زيزي مصطفى الفني، فشاركت في مجموعة من أشهر الأفلام التي لا تزال حاضرة في الذاكرة، من بينها فيلم “واحدة بواحدة” مع الزعيم عادل إمام، وفيلم “احترسي من الرجال يا ماما”، وغيرها من الأعمال التي جعلت منها وجهًا مألوفًا للجمهور.
ورغم اعتزالها الرقص في أواخر الثمانينيات، إلا أن حبها للفن لم ينطفئ، فعادت إلى الشاشة كممثلة فقط، وقدمت أدوارًا متنوعة في بداية الألفية الجديدة، كان آخرها في فيلم “اللي اختشوا ماتوا” عام 2006.
انسحاب بهدوء
بعد آخر ظهور سينمائي لها، اختارت زيزي مصطفى الابتعاد عن الأضواء، مفضلة حياة أكثر هدوءًا واستقرارًا. لكنها بقيت في قلوب محبيها، الذين تابعوا أخبارها من بعيد وتمنوا لها السلامة حين ظهرت أنباء عن تدهور صحتها.
لماذا تلاحق الشائعات النجوم في أوقاتهم الحرجة؟
غياب الدقة الإعلامية
لا يُعد ما حدث مع زيزي مصطفى حادثة فردية، فالكثير من الفنانين تعرضوا سابقًا لشائعات الوفاة خلال فترات المرض. ويعود ذلك غالبًا إلى التسرع في نشر المعلومات من دون التحقق من مصادرها، مما يؤدي إلى إثارة البلبلة بين الجمهور.
الحاجة إلى التصريح الرسمي
هنا تتضح أهمية وجود بيانات رسمية من نقابات الفنانين أو من أقارب المشاهير، لتفنيد الأخبار المغلوطة وطمأنة الرأي العام، وهو ما فعله نقيب الممثلين المصريين في الوقت المناسب، ما ساهم في تهدئة الموقف وتوضيح الصورة.
ما ينتظر زيزي مصطفى
اليوم، تعيش زيزي مصطفى مرحلة دقيقة في رحلتها الصحية، وسط متابعة طبية دقيقة، ورعاية إنسانية من أقرب الناس إليها. وفيما يلتف جمهورها حولها بالدعاء، يتمنى الجميع أن تتجاوز هذه المحنة كما تجاوزت الكثير من التحديات في حياتها الفنية والشخصية.
لا شك أن هذه الفنانة التي أدخلت البهجة إلى قلوب المشاهدين لعقود، تستحق أن تُحاط بالحب والدعم، لا بالشائعات والمبالغات.