في خطوة تعكس تصعيدًا جديدًا في مسار الحرب على غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ملامح خطة شاملة تهدف إلى إعادة تشكيل الواقع الأمني والسياسي في القطاع، وعلى رأسها نزع سلاح حركة حماس بالكامل، في ظل استعدادات عسكرية غير مسبوقة لتنفيذ هذه الرؤية.
مبادئ الخطة الإسرائيلية
أكد نتنياهو أن الحكومة الإسرائيلية توصلت إلى خمسة مبادئ أساسية لإنهاء الحرب. المبدأ الأول يتمثل في نزع سلاح حماس بشكل كامل، عبر منع تصنيع أو تهريب الأسلحة إلى داخل غزة، ما يعني تجريد الحركة من أي قدرة عسكرية مستقبلية. أما المبدأ الثاني فيتعلق بفرض سيطرة أمنية إسرائيلية على القطاع ومحيطه، لضمان منع أي تهديدات قد تعيد اندلاع الصراع.
كما شملت المبادئ إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين، سواء أحياء أو قتلى، إضافة إلى تحديد شكل الإدارة المدنية في غزة بعد الحرب، بحيث تكون بيد حكومة مدنية مستقلة، لكنها غير مرتبطة بحماس أو بالسلطة الفلسطينية.
التحضيرات العسكرية
من جانبه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أن الجيش في حالة تعبئة شاملة استعدادًا لتنفيذ خطة السيطرة على مدينة غزة. وشدد على أن جميع الوحدات العسكرية في حالة تأهب قصوى، تنفيذًا لقرارات المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت).
وبحسب ما أوردته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن إسرائيل قد تحتاج إلى استدعاء نحو 100 ألف من جنود الاحتياط لتنفيذ العملية العسكرية الموسعة. وتشمل الخطة السيطرة الكاملة على مدينة غزة في الشمال، إضافة إلى استهداف مخيمات اللاجئين في وسط القطاع، بهدف القضاء على البنية التحتية لحماس.
مراحل العملية الميدانية
توضح التقارير أن العملية ستتم على عدة مراحل، تبدأ بالسيطرة على المناطق الشمالية والضواحي المرتفعة في غرب غزة، ثم التمدد إلى بقية المناطق الاستراتيجية، مع استمرار الحملة حتى عام 2026. وتشير المصادر إلى أن الجيش سيجري مشاورات إضافية خلال الأيام المقبلة لتحديد المسارات النهائية للهجوم، قبل إعطاء الأوامر النهائية للوحدات الميدانية.
الأبعاد الإنسانية والتحذيرات الدولية
في موازاة ذلك، أطلقت منظمات دولية وأممية تحذيرات قوية من مخاطر التصعيد العسكري، مشيرة إلى أن الحرب المستمرة منذ 2023 أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. فقد ارتفعت معدلات سوء التغذية بشكل حاد، وتراجعت القدرة على توفير الخدمات الطبية والغذائية والمياه، في ظل انقطاع واسع للإمدادات ونقص في المواد الأساسية.
وحذرت التقارير من أن أي عملية عسكرية جديدة ستؤدي إلى مزيد من الدمار ونزوح السكان، ما يزيد الضغوط على المستشفيات والمنشآت الطبية التي تعاني أصلًا من عجز كبير في المعدات والأدوية.
تأثيرات الخطة على مستقبل غزة
يرى مراقبون أن تطبيق الخطة الإسرائيلية، وخاصة فرض السيطرة الأمنية ونزع السلاح، سيغير ملامح الحياة في غزة لعقود قادمة، وقد يخلق واقعًا سياسيًا جديدًا يتجاوز الصراع العسكري نحو إعادة تشكيل البنية الإدارية للقطاع. في المقابل، يشكك آخرون في إمكانية نجاح هذه الخطة دون تسوية سياسية شاملة تضمن حقوق الفلسطينيين وتلبي متطلبات الأمن الإسرائيلي في آن واحد.
خاتمة
بينما تستعد إسرائيل لتنفيذ خطتها الطموحة في غزة، يظل الغموض يكتنف مسار الأحداث خلال الأشهر المقبلة، وسط مخاوف من أن تتحول هذه العملية إلى فصل جديد من الصراع طويل الأمد، يزيد من معاناة المدنيين ويعمّق الجراح المفتوحة في المنطقة.
تابع اخر الاخبار حول العالم من هنا . لا تنسى الانضمام الى قناة التليجرام ليصلك كل جديد .