يشهد العالم مساء الأحد 7 سبتمبر خسوفاً كلياً نادراً للقمر، يستمر أكثر من خمس ساعات، ويُرى بالعين المجردة دون الحاجة لأي أدوات خاصة. يتزامن الحدث مع اكتمال بدر ربيع الأول 1447هـ، ويُتوقع أن يغطي ظل الأرض القمر بنسبة 136%، مما يمنح المشاهدين تجربة بصرية مثيرة. تعرف على تفاصيل مراحل الخسوف، أماكن مشاهدته، وتحليلات الخبراء حول هذا المشهد الكوني الآسر.
مقدمة
في حدث فلكي استثنائي ينتظره الملايين حول العالم، يشهد كوكب الأرض مساء الأحد 7 سبتمبر 2025 خسوفاً كلياً للقمر يمكن مشاهدته بالعين المجردة دون الحاجة لأي معدات خاصة. يستمر هذا المشهد المهيب لأكثر من خمس ساعات متواصلة، حيث يغيب القمر كلياً في ظل الأرض بنسبة تفوق 136% عند ذروة الخسوف، ليمنح المتابعين لوحة سماوية نادرة تجمع بين العلم والجمال والإثارة.
تفاصيل الظاهرة الفلكية
توقيت الحدث ومراحله
وفقًا للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، يبدأ الخسوف في الساعة 7:11 مساءً بتوقيت غرينتش مع دخول القمر منطقة شبه الظل. ومع مرور الوقت، يتحرك القمر تدريجياً إلى أن يصل إلى الذروة الكبرى عند الساعة 9:47 مساءً بتوقيت غرينتش، حيث يغطي ظل الأرض قرص القمر بأكمله بنسبة 136.2%، وهي نسبة استثنائية تعني أن الظل لا يكتفي بحجب القمر فحسب، بل يمتد ليتجاوزه كلياً.
المراحل الأساسية ستكون كالتالي:
بداية الخسوف الجزئي: 8:29 مساءً (بتوقيت غرينتش).
بداية الخسوف الكلي: 9:34 مساءً.
ذروة الخسوف: 9:47 مساءً.
نهاية الخسوف الكلي: 11:02 مساءً.
نهاية الخسوف الجزئي: 12:07 بعد منتصف الليل.
بذلك، يمتد الحدث من البداية حتى النهاية لأكثر من 5 ساعات تقريباً، منها ساعة و28 دقيقة في مرحلة الخسوف الكلي.
ما الذي يميز هذا الخسوف؟
🔭 بخلاف الظواهر الفلكية الأخرى، يمكن مشاهدة هذا الخسوف بالعين المجردة دون أي خطورة، بعكس كسوف الشمس الذي يتطلب نظارات واقية.
🌌 يتزامن مع اكتمال بدر ربيع الأول 1447هـ، ما يضفي بُعداً زمنياً ودينياً خاصاً في بعض الثقافات.
🌑 ظاهرة “القمر الدموي” ستكون حاضرة، حيث يتلون القمر باللون الأحمر النحاسي نتيجة انكسار أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض.
آراء الخبراء
قال الدكتور محمد غريب، أستاذ أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن هذا الخسوف يُعتبر من أبرز الظواهر الفلكية لهذا العام، مشيراً إلى أن القمر سيكون في أفضل وضعية لمتابعته من معظم قارات العالم، بما في ذلك إفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكتين.
وأضاف: “الخسوف الكلي للقمر حدث نادر الحدوث، ويُعطي فرصة للجمهور للتأمل في جمال الكون وفهم بعض الظواهر الطبيعية دون الحاجة إلى أجهزة متخصصة. يمكن للعين المجردة أن تلتقط المشهد بكل وضوح، ما يجعله أقرب إلى تجربة فلكية جماعية يعيشها الملايين في وقت واحد.”
من جانبه، أوضح الخبير الفلكي عادل المرسي أن طول مدة الخسوف هذا العام يمنح فرصة ذهبية للمصورين الفلكيين والهواة لتوثيق مراحل القمر المختلفة، من بداية شبه الظل وحتى اختفاء القرص في الظلام الدامس ثم عودته تدريجياً إلى لمعانه الفضي المعتاد.
شهادات عامة وآراء شعبية
كثير من عشاق الفلك على منصات التواصل الاجتماعي بدأوا بالفعل في تداول العد التنازلي للحدث. يقول أحمد منصور، أحد أعضاء الجمعية المصرية لعلوم الفلك:
“نحن نستعد لهذا اليوم منذ أسابيع، وسنقيم أمسية فلكية مفتوحة للجمهور في أحد أسطح القاهرة، حيث سنوفر تلسكوبات لمتابعة التفاصيل الدقيقة، لكننا نؤكد أن المشاهدة بالعين المجردة ستكون كافية للاستمتاع بالظاهرة.”
بينما عبّرت سارة علي، طالبة في كلية العلوم، عن حماسها قائلة:
“كلما شاهدت خسوفاً أو كسوفاً، شعرت أن الكون يتحدث إلينا بلغة بصرية خاصة، تجعلنا ندرك كم نحن صغار أمام هذا الجمال الهائل.”
التحليلات والتوقعات المستقبلية
علمياً، الخسوف القمري لا يُعد حدثاً نادراً تماماً، لكنه يصبح استثنائياً حين يكون كلياً ويستمر لفترة طويلة. وفقاً للاتحاد الفلكي الدولي، فإن الأرض ستشهد خلال العقد المقبل عدة خسوفات كلية، لكن قليل منها سيضاهي خسوف 7 سبتمبر 2025 في مدته ووضوحه.
كما يتوقع علماء الفلك أن يساهم هذا الحدث في زيادة الوعي المجتمعي بالعلوم الفلكية، إذ غالباً ما تفتح مثل هذه الظواهر الباب أمام المدارس والجامعات والجمعيات العلمية لإطلاق مبادرات تثقيفية تستهدف الشباب والأطفال.
قسم الأسئلة والأجوبة (FAQ)
1. هل يمكن مشاهدة الخسوف بالعين المجردة؟
نعم، يمكن مشاهدته بالعين المجردة دون أي خطورة، بعكس كسوف الشمس الذي يتطلب نظارات خاصة.
2. ما الفرق بين الخسوف الكلي والجزئي؟
في الخسوف الكلي، يدخل القمر بالكامل في ظل الأرض، بينما في الجزئي يغطي الظل جزءاً من قرص القمر فقط.
3. هل سيظهر القمر باللون الأحمر؟
نعم، سيظهر القمر بلون نحاسي مائل إلى الأحمر فيما يعرف بـ “القمر الدموي”، نتيجة انكسار الضوء عبر الغلاف الجوي للأرض.
4. هل يمكن تصوير الخسوف بالهاتف المحمول؟
بالتأكيد، لكن للحصول على صور أكثر دقة يُفضل استخدام كاميرات احترافية أو تلسكوبات مزودة بعدسات تصوير.
5. متى سيكون الخسوف الكلي القادم؟
سيشهد العالم عدة خسوفات خلال السنوات المقبلة، لكن خسوف سبتمبر 2025 يُعد من الأطول والأوضح في هذا العقد.
خاتمة
ليلة 7 سبتمبر 2025 لن تكون عادية، فالعالم على موعد مع مسرح سماوي بديع يجمع ملايين البشر تحت سماء واحدة يزينها قمر أحمر غامض يغيب في ظل الأرض لخمس ساعات كاملة. إنها لحظة نادرة تستحق أن تُسجل في الذاكرة، سواء كنت هاوياً للفلك أو مجرد مشاهد عابر رفع رأسه إلى السماء.
فهل سنكتفي بالمشاهدة والانبهار؟ أم ستكون هذه الظاهرة بداية لرحلة أعمق لاكتشاف أسرار الكون؟
تابع اخر الاخبار حول مصر من هنا . لا تنسى الانضمام الى قناة التليجرام ليصلك كل جديد .
