تشهد الحرب الروسية الأوكرانية جولة جديدة من التصعيد مع دوي انفجارات في عدة مقاطعات أوكرانية، ما أدى إلى تضرر مرافق للبنية التحتية وانقطاع الكهرباء، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 26 مسيّرة أوكرانية فوق خمس مقاطعات روسية خلال الليلة الماضية. تطورات ميدانية متسارعة تنذر بتعقيد أكبر في المشهد السياسي والعسكري.
مقدمة
شهدت الساعات الأخيرة تصاعدًا جديدًا في الحرب الروسية الأوكرانية، إذ دوت انفجارات عنيفة في مقاطعات دنيبروبتروفسك، سومي، وبولتافا داخل أوكرانيا، ما أسفر عن أضرار في مرافق البنية التحتية وانقطاع التيار الكهربائي. وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح الأربعاء أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 26 طائرة مسيّرة أوكرانية في أجواء خمس مقاطعات روسية. هذه التطورات تأتي وسط جمود سياسي في المفاوضات، وتعثر محاولات وساطة دولية لتحقيق تسوية.
الانفجارات تهز أوكرانيا
دنيبروبتروفسك وسومي في قلب الأحداث
ذكرت صحيفة “أوبشيستفونويه” أن انفجارات قوية هزّت مقاطعة دنيبروبتروفسك فجر الأربعاء، فيما أعلن أوليغ غريغوروف، رئيس الإدارة الإقليمية في مقاطعة سومي، عن وقوع سلسلة انفجارات أدت إلى تضرر مرافق حيوية للبنية التحتية وانقطاع الكهرباء عن عدة مناطق. وأوضح غريغوروف عبر قناته على “تليغرام”:
“حدثت أضرار في مرافق البنية التحتية، وخدمات الطوارئ تعمل على إصلاح الأعطال وإعادة الاستقرار.”
حريق ضخم في بولتافا
في تطور آخر، اندلع حريق واسع في مؤسسة لقطاع الطاقة بمقاطعة بولتافا عقب سلسلة من الانفجارات. وأكد فلاديمير كوغوت، رئيس الإدارة الإقليمية للمقاطعة، أن المبنى الإداري للمؤسسة وعددًا من السيارات والمعدات قد تضررت بشكل كبير. وأشار إلى أن فرق الإطفاء تمكنت لاحقًا من السيطرة على النيران، فيما تم إعادة التيار الكهربائي تدريجيًا إلى المنازل المتضررة.
الدفاع الروسية: 26 مسيّرة أوكرانية أُسقطت
تفاصيل العملية الدفاعية
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان رسمي، أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 26 مسيّرة أوكرانية خلال الليلة الماضية، في أجواء خمس مقاطعات روسية. وجاء في البيان:
15 مسيّرة فوق مقاطعة روستوف.
4 مسيّرات فوق مقاطعة أوريول.
3 مسيّرات فوق مقاطعة بيلغورود.
مسيّرتان فوق مقاطعة بريانسك.
مسيّرتان فوق مقاطعة كورسك.
البيان الروسي شدّد على أن هذه الهجمات المتكررة تعكس استمرار أوكرانيا في استهداف العمق الروسي، وهو ما تعتبره موسكو تهديدًا مباشرًا للأمن القومي.
شهادات وآراء من الميدان
في سومي، تحدّث أحد السكان المحليين لوسائل الإعلام الأوكرانية قائلًا:
“لم يكن الليل عاديًا. سمعنا دويًا متكررًا تلاه انقطاع للكهرباء. عشنا ساعات طويلة في الظلام وسط حالة من القلق.”
بينما في بولتافا، قال موظف سابق في قطاع الطاقة:
“الخسائر المادية فادحة، لكن الأهم أننا نجونا دون خسائر بشرية كبيرة. إعادة تشغيل الشبكة استغرقت جهدًا هائلًا من فرق الطوارئ.”
على الجانب الروسي، اعتبرت وسائل إعلام رسمية أن نجاح الدفاع الجوي في إسقاط 26 مسيّرة يبرهن على فعالية الأنظمة الروسية في مواجهة “تصعيد كييف”.
السياق السياسي: جمود رغم الوساطات
منذ بداية عام 2025، عُقدت بعض اللقاءات الدولية لمحاولة كسر الجمود. أبرزها محادثات إسطنبول، التي ناقشت ملفات إنسانية مثل تبادل الأسرى والجثامين، دون إحراز أي تقدم في ملفات رئيسية مثل الحدود أو الانضمام إلى الناتو.
كما فشلت محاولات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أغسطس الماضي حين عقد قمتي ألاسكا وواشنطن، واحدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأخرى مع زيلينسكي وحلفاء أوروبيين. إلا أن تلك الجهود انتهت دون نتائج ملموسة.
موسكو لا تزال متمسكة بمطالبها: التخلي عن فكرة الانضمام للناتو، والتنازل عن بعض الأراضي، وهو ما ترفضه كييف بشكل قاطع باعتباره انتهاكًا للدستور والسيادة.
تحليلات وتوقعات مستقبلية
يرى خبراء أن الحرب مرشحة لمزيد من التصعيد، خصوصًا مع استمرار أوكرانيا في استخدام الطائرات المسيّرة لاستهداف مواقع داخل العمق الروسي.
بعض المحللين يتوقعون أن روسيا قد توسّع نطاق عملياتها العسكرية في أوكرانيا ردًا على هذه الهجمات.
بينما يشير آخرون إلى أن الغرب سيكثّف دعمه العسكري لكييف، مع التركيز على أنظمة دفاع جوي أكثر تطورًا.
في المقابل، يظل خيار التفاوض بعيدًا، خاصة في ظل رفض الكرملين عقد لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكي قبل وجود اتفاقيات ملموسة على مستويات أدنى.
سؤال يطرح نفسه: هل يتحول هذا التصعيد إلى مرحلة جديدة من الحرب قد تمتد خارج الحدود الأوكرانية؟
أسئلة شائعة (FAQ)
1. ما سبب الانفجارات الأخيرة في أوكرانيا؟
الانفجارات ناتجة عن ضربات استهدفت مقاطعات دنيبروبتروفسك وسومي وبولتافا، ما أدى إلى أضرار في مرافق الطاقة وانقطاع الكهرباء.
2. كم عدد المسيّرات التي أعلنت روسيا إسقاطها؟
وزارة الدفاع الروسية أكدت تدمير 26 مسيّرة أوكرانية فوق خمس مقاطعات روسية خلال الليلة الماضية.
3. هل هناك خسائر بشرية؟
وفق البيانات الرسمية، الخسائر اقتصرت على الأضرار المادية، مع تسجيل بعض الإصابات الطفيفة، دون أرقام مؤكدة.
4. هل هناك مفاوضات قريبة بين روسيا وأوكرانيا؟
لا توجد أي مفاوضات مباشرة معلنة، إذ تشترط روسيا تنازلات كبرى ترفضها أوكرانيا.
5. ما تأثير هذه التطورات على أمن الطاقة في أوكرانيا؟
الضربات الأخيرة استهدفت مرافق حيوية للطاقة، ما يعكس هشاشة البنية التحتية وتهديد الاستقرار الكهربائي في عدة مناطق.
خاتمة
تواصل الحرب الروسية الأوكرانية رسم مشهد دموي ومعقد، تتداخل فيه الضربات الميدانية بالرهانات السياسية الدولية. انفجارات في أوكرانيا، مسيّرات تسقط في روسيا، وجمود على طاولة المفاوضات؛ جميعها إشارات على أن النهاية لا تزال بعيدة. في ظل هذا التصعيد المستمر، يظل السؤال مطروحًا: هل يحمل عام 2025 بارقة أمل لسلام مرتقب، أم مزيدًا من الدماء والدمار؟
تابع اخر الاخبار حول العالم من هنا . لا تنسى الانضمام الى قناة التليجرام ليصلك كل جديد .