في مفاجأة من العيار الأثقل على الإطلاق، تُوِّج نادي تشيلسي الإنجليزي بلقب كأس العالم للأندية 2025، بعدما ألحق هزيمة ثقيلة بالمرشح الأبرز باريس سان جيرمان الفرنسي بثلاثية نظيفة في قمة كروية صادمة أُقيمت في ملعب ميتلايف في الولايات المتحدة الأمريكية مساء اليوم الأحد، وبحضور 81,118 متابعًا. أبى المونديال إلا أن يُسدل الستار بفصل ختامي يليق بثورة التقلبات التي شهدناها منذ اليوم الأول للبطولة، ليواصل البلوز كتابة فصل جديد في تاريخهم الحديث.
لعنة زي الضيف
دخل الباريسيون اللقاء مرتدين زيهم الأبيض الاحتياطي، بينما حافظ تشيلسي على اللون الأزرق التقليدي، في مشهد أعاد إلى الأذهان نهائي دوري أبطال أوروبا السابق بين باريس والإنتر. وكحال تلك الليلة الأوروبية، كان الفريق المتمسك بالزي الأزرق هو المستحوذ على النتيجة والأداء معًا.
ورغم الاستحواذ الفرنسي على الكرة، إلا أنه ومنذ الدقيقة الأولى ظهر تشيلسي أكثر تماسكًا وقدرة على استعادة الكرة والسيطرة على المساحات، بل والوصول إلى مرمى باريس سان جيرمان مرارًا. بعد عدة محاولات منظمة، نجح النجم الإنجليزي (البارد) كول بالمر في فك شيفرة الدفاع الباريسي في الدقيقة 22، إذ أطلق تسديدة أرضية زاحفة سكنت الزاوية اليسرى للحارس جيانلويجي دوناروما معلنًا الهدف الأول في المباراة، وهو ثاني هدف يُمنى به مرمى باريس خلال هذه البطولة.
وعلى عكس توقعات الجماهير الفرنسية التي انتظرت ردة فعل عاجلة، واصل تشيلسي التألق والضغط العالي، ليعود بالمر ويسجل هدفًا ثانيًا شبه مطابق للأول في الدقيقة 30. وبينما حاول سان جيرمان إعادة ترتيب أوراقه، استغل كول بالمر التراجع الدفاعي ومرر كرة حريرية نحو البرازيلي جواو بيدرو، الذي لم يتردد في إيداعها الشباك بصبغة السامبا الساحرة في الدقيقة 43، ليختتم الشوط الأول بنتيجة صاعقة بثلاثية نظيفة.
ويجدر الذكر أن المدرب إنزو ماريسكا كان قد صرح في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة بأنه لن يترك الكرة للفريق الخصم، وبأن فريقه قادر على المبادرة والفوز. وكان الإيطالي القدير بالفعل قد أوفى بوعده.
محاولات يائسة وإغلاق محكم
دخل الجريح باريس سان جيرمان إلى الشوط الثاني محاولًا استعادة الاستحواذ وتهديد مرمى البلوز من خلال التسديدات البعيدة، غير أن معظمها افتقد الدقة والتركيز.
ورغم الاكتفاء بالثلاثية، حافظ تشيلسي على ضغطه الذكي على خط دفاع باريس، خصوصًا مع دخول المهاجم العملاق ليام ديلاب الذي تسبب في متاعب إضافية وكاد أن يتمكن من التسجيل في عدة مناسبات.
من جهته، بدا لويس إنريكي عاجزًا عن تغيير الإيقاع، حيث اكتفى فريقه بالاستحواذ السلبي بينما استمر تشيلسي في إدارة الدقائق بثقة بالغة.
أظهر إنزو فيرنانديز مستوى استثنائيًا في صناعة اللعب، لينهي البطولة كأفضل صانع أهداف من بين جميع لاعبي البطولة. أما كول بالمر، فتُوِّج بطبيعة الحال بلقب رجل المباراة بفضل تسجيله هدفين وصناعته الثالث.
ورغم عمره القصير في الملاعب، إلا أن بالمر تمكن حتى اللحظة من تقديم 8 مساهمات في 6 نهائيات مختلفة. كما أصبح (البارد) أول لاعب من تشيلسي يساهم في ثلاثة أهداف في نهائي واحد منذ البلجيكي إدين هازارد عام 2019، ليؤكد بالمر بكل هذه الأرقام علوّ كعبه كأحد أبرز المواهب الإنجليزية والأوروبية الصاعدة.
ورغم اكتساح المعدلات الجماعية والفردية لباريس سان جيرمان طوال البطولة، إلا أن تشيلسي نجح في تقديم مباراة العمر، مستحضرًا رد الثأر لجماهير أندية تاريخية كانت قد مُنيت بهزائم أمام باريس خلال هذا الموسم.
ختام أكثر حرارة
تلقى اللاعب الباريسي جواو نيفيس البطاقة الحمراء بعد شده للاعب كوكوريلا من شعره بصورة غير أخلاقية وبدون كرة. وألقى هذا الطرد بظلاله فور إطلاق حكم المباراة صافرة النهاية، حيث اندفع الفريقان للاشتباك، حتى إن المدير الفني قام بدفع أحد لاعبي تشيلسي وكذلك عدة لاعبين. لتأبَى البطولة إلا أن تزداد لهيبًا حتى الرمق الأخير.
هكذا أُسدل الستار على نسخة تاريخية من كأس العالم للأندية، شهدت مستويات فنية رفيعة وحضورًا جماهيريًا لافتًا. فهنيئًا لعشاق تشيلسي إنجازًا سيظل محفورًا في الذاكرة، وهنيئًا لكرة القدم متعة استثنائية دامت عامًا كاملًا وبختام استثنائي.
مقالات متعلقة….
لمتابعة أحدث الأخبار في كرة القدم اضغط هنا – تابعنا عبر فيسبوك لمتابعة أحدث وآخر الأخبار عبر صفحتنا في فيسبوك وباقي مواقع التواصل