لم يكن صباح الأربعاء عاديًا على سواحل خليج السويس، حين تحوّل بلاغ استغاثة بحري إلى حادث مأساوي خلف قتلى ومصابين ومفقودين. إذ شهدت منطقة جبل الزيت شمال مدينة رأس غارب حادث انقلاب حفار بترول بحري يُدعى “آدم مارين 12″، في واقعة درامية تفاعل معها الشارع المصري على نطاق واسع. وقد أصبحت “انقلاب حفار بترول في خليج السويس” هي الكلمة المفتاحية الأكثر تداولًا في الساعات الماضية.
لحظات حرجة في عرض البحر انقلاب حفار بترول
عند الساعة الأولى من الصباح، تلقت الجهات المعنية إشارة استغاثة عاجلة من بارجة بحرية تعمل في مجال نقل معدات وأفراد الحفر البحري. الحفار الذي كان يقل 30 شخصًا، تعرّض لانقلاب مفاجئ في مياه خليج السويس بمنطقة جبل الزيت، مما تسبب في سقوط عدد كبير من الركّاب في البحر.
وفور ورود البلاغ، تحركت أجهزة الدولة بسرعة، وجرى التنسيق بين القوات المسلحة، ووزارة البترول، ووزارة الصحة، وهيئات السلامة البحرية، مما ساعد على إنقاذ جزء كبير من الطاقم. ومع ذلك، لم تمر الحادثة دون خسائر مؤلمة.
نتائج أولية.. إنقاذ ومآسي

بحسب تصريحات رسمية، تم إنقاذ 22 شخصًا من على متن الحفار، ونُقل عدد من المصابين إلى مستشفى الجونة لتلقي الرعاية اللازمة، بعضهم عبر الإسعاف الجوي. بينما تم انتشال جثث 4 أفراد لقوا حتفهم في الحادث، ولا تزال أعمال البحث جارية عن 4 آخرين في عداد المفقودين حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
قُدمت الإسعافات الأولية لعدد من الناجين في موقع الحادث، بينما نُقل الآخرون إلى مستشفيات الغردقة والجونة لمزيد من الرعاية. وأعلنت وزارة الصحة المصرية عن إرسال 27 سيارة إسعاف، بينها 7 إلى مطار الجونة استعدادًا لاستقبال الحالات الطارئة جوًا.
استنفار حكومي واسع
جاء التحرك الرسمي سريعًا وحاسمًا. إذ أعلن وزير البترول والثروة المعدنية ووزير العمل التوجه إلى موقع الحادث لمتابعة التطورات على الأرض. كما تم تفعيل غرف عمليات مشتركة بين الوزارات المعنية لمتابعة عمليات الإنقاذ والإخلاء وتقديم الدعم الكامل للمصابين وأسر الضحايا.
المؤسسات المعنية بمجال السلامة البحرية فتحت تحقيقًا فوريًا في الحادث، للوقوف على الأسباب الفنية والانشائية التي أدت إلى انقلاب الحفار. وقد أُوكلت هذه المهمة إلى لجنة مختصة تضم خبراء من قطاع البترول وهيئة السلامة البحرية وممثلين عن الشركة المالكة.
ماذا نعرف عن “آدم مارين 12″؟
الحفار البحري المنكوب يُستخدم في أنشطة الدعم اللوجستي لعمليات التنقيب واستخراج النفط. ويعمل في نطاق شركة بترول تنفذ عملياتها في مياه خليج السويس. البارج عبارة عن منصة متنقلة تُستخدم لنقل العمال والمعدات الثقيلة إلى مواقع الحفر، ويُعتبر من العناصر الحيوية في مجال التنقيب البحري.
لم يُعلن حتى الآن عن سبب الانقلاب، لكن ترجيحات أولية تشير إلى احتمالات اضطراب في التوازن البحري نتيجة ظروف الطقس، أو خطأ فني متعلق بتحميل المعدات أو التثبيت البحري للبارج.
منطقة جبل الزيت.. موقع استراتيجي حساس
تُعد منطقة جبل الزيت من أهم المناطق البحرية في مصر من حيث الأنشطة البترولية. فهي تضم عددًا كبيرًا من المنصات والحفارات، وتنتشر فيها شركات الإنتاج والتكرير. كما أنها تتميز بوجود رياح قوية وتيارات مائية نشطة، مما يجعل العمل فيها أكثر تعقيدًا من غيرها.
ويعتمد الاقتصاد المحلي في هذه المنطقة بشكل كبير على قطاع البترول، حيث توفر عمليات الحفر فرص عمل واسعة، وتُغذي الأسواق الوطنية بالطاقة.
المفقودون.. أمل لا ينطفئ
بينما تستمر فرق الإنقاذ في عمليات البحث عن المفقودين الأربعة، تعيش أسرهم لحظات عصيبة في انتظار أي خبر يبعث على الأمل. الغواصون والقطع البحرية التابعة للقوات المسلحة تواصل التمشيط تحت سطح الماء، وسط دعم لوجستي واسع من الشركات العاملة في المنطقة.
في مثل هذه الحوادث، تكون الساعات الأولى حاسمة في عمليات الإنقاذ. ويأمل الجميع أن تحمل الساعات القادمة أنباء طيبة تُخفف من وطأة هذا الحادث الأليم.
دروس من الحادث.. السلامة أولًا
الحادث يعيد إلى الأذهان أهمية تطبيق أعلى معايير السلامة في مجال العمل البحري. وفي ظل تكرار الحوادث المشابهة عالميًا، فإن المراجعة الدورية لإجراءات الطوارئ، والتأكد من جاهزية معدات الإنقاذ، وتدريب الطاقم على التصرف السريع، أصبحت ضرورة لا ترفًا.
ومن المتوقع أن تدفع هذه الكارثة الحكومة والشركات المعنية إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لتعزيز إجراءات السلامة على متن البارجات والمنصات العاملة في البحر.
التضامن الشعبي والرسمي
شهدت مواقع التواصل موجة تضامن واسعة مع أسر الضحايا والمصابين. كما عبّر الكثيرون عن فخرهم بسرعة استجابة الجهات المعنية، معتبرين أن سرعة التنسيق بين الوزارات والجيش أنقذت الموقف من كارثة أكبر.
وأعرب مسؤولون عن نيتهم تعويض أسر الضحايا ماديًا ومعنويًا، إلى جانب تقديم الرعاية الصحية والنفسية للمصابين، وضمان محاسبة كل من يُثبت تقصيره.
لمتابعة احدث الأخبار في الحوادث اضعط هنا – تابعنا عبر فيسبوك لمتابعة احدث واخر الاخبار عبر صفحتنا في فسيبوك وباقي مواقع التواصل