في خطوة مبتكرة تعكس تطلعات شركة آبل لتوفير تجارب استخدام أكثر ذكاءً واعتمادية، كشفت النسخة التجريبية للمطورين من نظام التشغيل الجديد iOS 26 عن ميزة جديدة قد تكون منقذة للحياة في العديد من الظروف: تحديثات الطقس عبر الأقمار الصناعية.
ورغم أن الشركة لم تذكر هذه الميزة خلال الكلمة الرئيسية لمؤتمرها السنوي للمطورين WWDC 2025، والذي عُقد في 9 يونيو، فإن المطورين رصدوا أدلة واضحة داخل شيفرة النظام تشير إلى نية آبل دعم أجهزة آيفون بإمكانية تلقي بيانات الطقس مباشرة عبر الأقمار الصناعية.
ما هي ميزة الطقس عبر الأقمار الصناعية؟
تسمح هذه الميزة الجديدة لهواتف iPhone بتنزيل توقعات الطقس وتنبيهات الطقس الحادة دون الحاجة إلى اتصال Wi-Fi أو بيانات الهاتف المحمول، وذلك بالاعتماد كليًا على الأقمار الصناعية. تشبه هذه الطريقة من حيث الآلية ميزة “Emergency SOS” التي قدمتها آبل لأول مرة في عام 2022 مع إطلاق iPhone 14.
عندما لا يتوفر اتصال خلوي أو شبكات Wi-Fi، يمكن للمستخدم ببساطة توجيه جهازه نحو السماء لبدء الاتصال بالقمر الصناعي. وبمجرد نجاح الاتصال، يتم تنزيل بيانات الطقس المرتبطة بالموقع الجغرافي للمستخدم بشكل مباشر.
أهمية الميزة في البيئات الصعبة
تمثل هذه الميزة أهمية كبرى للمستخدمين الذين يتواجدون في أماكن نائية مثل الصحارى، الغابات، الجبال، أو أثناء رحلات التخييم والتسلق. حيث أن الوصول الفوري إلى معلومات الطقس الدقيقة في مثل هذه البيئات قد يكون فارقًا بين اتخاذ قرار آمن أو الوقوع في مخاطر غير متوقعة.
كما أن الميزة قد تكون مفيدة في الاستجابة لحالات الطوارئ الناتجة عن الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل أو الفيضانات، والتي قد تؤدي إلى انقطاع الشبكات الأرضية. في مثل هذه الحالات، يُصبح من الضروري أن يكون لدى المستخدمين وسيلة بديلة للحصول على بيانات الطقس الحرجة، والتنبيهات بشأن العواصف أو تقلبات الطقس الخطيرة.
التكامل مع ميزات الأقمار الصناعية الأخرى
لم تكن هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها آبل تقنية الاتصال بالأقمار الصناعية في أجهزتها. فمنذ إصدار iPhone 14، قدمت الشركة دعمًا لميزة الاتصال الطارئ Emergency SOS، والتي مكنت المستخدمين من إرسال رسائل استغاثة في غياب التغطية الأرضية. لاحقًا، وسّعت آبل من نطاق الاستخدام، ليشمل إرسال رسائل iMessage عبر الأقمار الصناعية، وكذلك مشاركة الموقع مع الأصدقاء والعائلة عند عدم وجود شبكة.
يمكن اعتبار ميزة تحديث الطقس الجديدة استكمالًا طبيعيًا لهذا التوجه، وامتدادًا لتقنيات البقاء المتصلة حتى في أصعب الظروف.
لمعرفة المزيد عن ميزة الاتصال الطارئ من آبل، يمكنك زيارة الرابط الرسمي:
Apple Emergency SOS via Satellite
هل ستكون الميزة مجانية؟
حتى الآن، لم تُفصح آبل رسميًا عما إذا كانت ميزة الطقس عبر الأقمار الصناعية ستكون مجانية أم مدفوعة. لكن، بالنظر إلى سابقة Emergency SOS، والتي كانت مجانية لمدة عامين فقط لمشتري iPhone 14، ثم أُشير إلى إمكانية فرض رسوم اشتراك مستقبلاً، من المحتمل أن تسلك هذه الميزة نفس المسار.
وهذا يُثير تساؤلات حول إمكانية إدراج هذه الخدمة ضمن حزمة اشتراك جديدة، أو إضافتها إلى خدمات مثل Apple One، التي توفر اشتراكات موحدة لعدة خدمات من آبل.
للتعرف على حزمة Apple One:
https://www.apple.com/apple-one/
نطاق التغطية ودعم الأجهزة
تشير التقارير إلى أن ميزة الطقس عبر الأقمار الصناعية ستكون متاحة في البداية في بعض الدول المحددة مثل الولايات المتحدة وكندا وبعض أجزاء من أوروبا. ولم تُحدد آبل بعد ما إذا كانت الخدمة ستتوسع لتشمل بلدانًا أخرى في المستقبل، خاصةً في قارات مثل أفريقيا وآسيا، حيث قد تكون الحاجة لهذه التقنية أكبر بكثير في المناطق الريفية والمعزولة.
كما لم توضح الشركة بعد ما هي طُرز أجهزة iPhone التي ستدعم هذه الميزة. من المنطقي افتراض أنها ستتوفر على الأجهزة التي تحتوي على أجهزة إرسال واستقبال متوافقة مع ترددات الأقمار الصناعية، مثل iPhone 14 والأحدث.
المستقبل الرقمي والاعتماد على الأقمار الصناعية
تُظهر هذه الخطوة من آبل اتجاهًا عالميًا متسارعًا نحو دمج الأقمار الصناعية في خدمات الاتصالات اليومية. شركات أخرى مثل SpaceX من خلال مشروعها “Starlink” تسعى لتوفير الإنترنت الفضائي عالي السرعة في كل مكان على الأرض، وهو ما قد يفتح آفاقًا جديدة تمامًا للاستخدامات المستقبلية للهواتف الذكية، ليس فقط في حالات الطوارئ، بل في التصفح العادي، والعمل عن بُعد، وحتى الترفيه.
لمعرفة المزيد عن مشروع Starlink:
https://www.starlink.com
الخلاصة
الميزة الجديدة التي تخطط آبل لإدخالها في نظام iOS 26 ليست مجرد تحديث تقني بسيط، بل هي خطوة استراتيجية لتعزيز استقلالية أجهزة آيفون في البيئات المعزولة وتوفير تجربة أكثر أمانًا وموثوقية للمستخدمين. وفي ظل التغيرات المناخية المتسارعة، وتزايد الكوارث الطبيعية، قد تُصبح هذه الخدمة عنصرًا أساسيًا في حياة كثير من الناس.
ورغم الغموض المحيط بسعر الخدمة ومناطق توفرها، فإن ما هو مؤكد أن آبل مستمرة في قيادة التحول نحو تقنيات الاتصالات الذكية، وستكون هذه الميزة واحدة من أبرز ما يميز الجيل القادم من هواتفها.
هل تعتقد أن هذه التقنية ستكون يومًا ما متاحة للجميع؟ وهل يمكن أن تُغني مستقبلاً عن الشبكات الأرضية؟ شاركنا رأيك.