لم يكن يتوقّع نجم أهلي جدة إيفان توني أن تتحول زيارته القصيرة إلى لندن من لحظة استجمام إلى موقف صادم، بعد أن تعرّضت سيارته الفاخرة للتحطيم في محاولة سرقة، ما دفعه للتعبير عن استيائه علنًا من المدينة التي أمضى فيها سنواتٍ من مشواره الكروي.
إيفان توني يقضي عطلته في لندن وينتهي بمفاجأة مزعجة
حادث غير متوقع يعكّر صفو الإجازة
عاد المهاجم الإنجليزي إيفان توني إلى بلاده لقضاء إجازته الصيفية بعد موسم ناجح في الملاعب السعودية، وتحديدًا في صفوف أهلي جدة، غير أن رحلته القصيرة إلى العاصمة البريطانية انتهت بموقف غير سار عندما اكتشف أن سيارته من نوع “لامبورغيني أوروس” قد تعرضت للتحطيم بدافع السرقة.
السيارة الفاخرة التي تُقدّر قيمتها بأكثر من 197 ألف جنيه إسترليني كانت مركونة في أحد أحياء لندن، قبل أن يُفاجأ توني بكسر نافذتها في مشهد التقطه بنفسه ونشره لاحقًا عبر حسابه في وسائل التواصل.
رد فعل غاضب من النجم الإنجليزي
انتقاد علني للندن
لم يُخفِ توني غضبه من الحادث، إذ كتب على حسابه الشخصي رسالة مقتضبة لكن صريحة: “لهذا السبب أكره لندن”، في إشارة إلى تكرار حالات السرقة وغياب الشعور بالأمان، حتى في المناطق الراقية. هذه الكلمات وجدت صدى واسعًا على المنصات الاجتماعية، حيث عبّر كثير من المتابعين عن تعاطفهم معه، بينما تساءل آخرون عن تراجع مستوى الأمان في المدينة خلال السنوات الأخيرة.
بين الماضي والحاضر.. علاقة توني بلندن
من اللافت أن لندن ليست مدينة عابرة في حياة إيفان توني، بل شكلت جزءًا مهمًا من مشواره الاحترافي. فقد أمضى أربعة مواسم ضمن صفوف نادي برنتفورد، حيث تألق هناك ولفت الأنظار بقوة، قبل أن يشد الرحال إلى السعودية ويبدأ فصلًا جديدًا في مسيرته مع أهلي جدة.
ورغم تجربته الطويلة في العاصمة البريطانية، يبدو أن الحادث الأخير قد غيّر نظرته إلى المدينة التي كان يعتبرها في السابق موطنًا آمنًا ومستقرًا له ولأسرته.
موسم مثالي في السعودية
نجاحات مع أهلي جدة
بعيدًا عن حادثة السرقة، يعيش توني فترة ذهبية مع ناديه الجديد، إذ أنهى موسمه الأول في الدوري السعودي بشكل لافت، حيث ساهم في تتويج فريقه بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، كما اقترب من تصدّر قائمة الهدافين بعد أن أحرز 23 هدفًا في الدوري المحلي، بفارق هدفين فقط عن المتصدر كريستيانو رونالدو.
هذا التألق جعله يحظى بإشادة جماهيرية واسعة في السعودية، وخصوصًا بين أنصار الأهلي، الذين يرونه إضافة قوية للفريق، لما يملكه من حس تهديفي عالٍ وخبرة في الملاعب الأوروبية.
توازن بين الحياة العائلية والاحتراف
من اللافت أن توني يُظهر دومًا جانبًا إنسانيًا في حياته اليومية، حيث شارك مؤخرًا مقطع فيديو يُظهره وهو يتدرّب مع طفليه إيفان جونيور وإيكاري، في مشهد عائلي يعكس اهتمامه الكبير بأسرته. ويبدو أن اللاعب يسعى للحفاظ على هذا التوازن بين متطلبات الاحتراف الرياضي وبين حياته العائلية التي يحرص على توثيقها باستمرار.
جدة… الوجهة المفضلة لتوني
في أكثر من مناسبة، أعرب توني عن إعجابه بمدينة جدة، التي اعتبرها مدينة قريبة من قلبه وتُذكّره بمسقط رأسه الثاني، ميلتون كينز، من حيث نمط الحياة والتنظيم. هذه المقارنة تعكس مدى اندماجه السريع في الأجواء السعودية، سواء على الصعيد الكروي أو الشخصي، ما قد يجعله يستمر لعدة مواسم قادمة في الدوري السعودي.
الحادث يعيد تسليط الضوء على أمن المشاهير
الحادث الذي تعرض له توني يُعيد إلى الواجهة قضية أمن المشاهير في المدن الكبرى، حيث تتكرر حوادث السرقة والاقتحام ضد لاعبين وشخصيات عامة، سواء في لندن أو غيرها من العواصم الأوروبية.
ورغم كل وسائل الحماية التي تُقدَّم لنجوم الرياضة، إلا أن وجودهم في الأماكن العامة ما زال يجعلهم عرضة لمثل هذه الحوادث، خصوصًا في فترات العطل أو أثناء مشاركتهم في مناسبات شخصية.
رسالة ضمنية للاتحاد السعودي
ربما تحمل حادثة توني رسالة غير مباشرة للمسؤولين في الأندية السعودية، بأن استقطاب اللاعبين لا يكفي وحده، بل ينبغي توفير بيئة جاذبة ومريحة تجعلهم يشعرون بالأمان والانتماء، خصوصًا في ظل تصاعد المنافسة بين الدوريات العربية على كسب النجوم العالميين.
ويبدو أن توني نفسه بات يُدرك الفارق في الأجواء، بين ما عاشه في السعودية وبين تجربته الأخيرة في لندن، وهو ما قد يدفعه إلى مزيد من الالتصاق بناديه الجديد في المرحلة القادمة.
خاتمة:
رغم الحادثة المؤسفة في لندن، فإن إيفان توني يُواصل مشواره بنجاح مع أهلي جدة، وسط تقدير كبير من الجماهير، وتفاعل واسع مع تفاصيل حياته داخل وخارج الملعب. الحادث أعاد للواجهة أسئلة الأمان في المدن الكبرى، لكنه عزّز أيضًا صورة الدوري السعودي كمحطة أكثر جذبًا وراحة لنجوم الكرة العالمية.