في لحظة فارقة من استعدادات برشلونة للموسم الجديد، دخل العملاق الكتالوني في أزمة غير متوقعة بسبب حارسه الألماني تير شتيجن، ليجد نفسه عالقًا بين تعقيدات الإجراءات الطبية وقواعد الليجا الصارمة.
أزمة الحارس تير شتيجن تُخرج برشلونة عن المسار
رفض الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيجن التوقيع على التقرير الطبي الخاص بإصابته التي استدعت خضوعه لجراحة في الظهر، ما تسبب في أزمة إدارية داخل نادي برشلونة، وأربك خطط الجهاز الفني لتعويض غيابه المتوقع لعدة أشهر. الكلمة المفتاحية “أزمة تير شتيجن” ظهرت في قلب النقاش الرياضي الإسباني، وسط ضبابية تلف مستقبل الحارس وموقف النادي في بطولة الدوري.
برشلونة كان يعوّل على بند “الإصابة الطويلة” لتسجيل حارس بديل في قائمته، وهو ما تسمح به لوائح رابطة الليجا، شريطة توفر تقرير طبي موقع من اللاعب نفسه، لكنّ تعنّت تير شتيجن عطّل كل شيء.
شروط الليجا تعقّد الحلول أمام برشلونة
اللوائح لا ترحم
رابطة الدوري الإسباني التزمت بالحرف بقواعدها، وأبلغت برشلونة أنها لن تنظر في أي استثناء لتسجيل بديل لتير شتيجن ما لم يتم توثيق التقرير الطبي بشكل رسمي يحمل توقيع اللاعب. هذا التشدد في تطبيق القوانين يعكس رغبة الرابطة في الحفاظ على الانضباط المالي، خاصةً مع تصاعد النقاش حول الالتزام بـ”قواعد اللعب المالي النظيف”.
الحارس البديل في مهب الريح
كان برشلونة يأمل في ضم الحارس الشاب خوان جارسيا إلى قائمة الفريق الأول مؤقتًا، لسد الفراغ في مركز حراسة المرمى. ولكنّ الرفض الصريح من شتيجن لتوقيع الوثيقة المطلوبة دفع النادي للتراجع، وأدخله في مأزق قد يستمر لأسابيع، إن لم يتم التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.
خلفيات الخلاف بين شتيجن والنادي
جانب من أزمة ثقة؟
بعض التقارير الصحفية في إسبانيا لمّحت إلى وجود شرخ في العلاقة بين الحارس الألماني والنادي، خاصةً بعد الجراحة الأخيرة، والتي قد تكون أظهرت اختلافًا في وجهات النظر حول أسلوب العلاج وفترة الغياب. تير شتيجن، المعروف بدقته في إدارة حالته الصحية، ربما شعر بأن توقيعه على الوثيقة يضعه في موقف قانوني لا يرغب به، خصوصًا إذا ما ارتبط القرار بملف الرواتب أو مستقبل مركزه في الفريق.
تبعات اقتصادية ورياضية
النادي لا يواجه أزمة فنية فحسب، بل قد يتكبد خسائر مالية حال تعذر تطبيق بند الاستثناء، خاصةً أن الراتب المرتفع للحارس كان يُفترض أن يُعاد توظيفه بشكل جزئي لتسجيل الحارس البديل، بما يتوافق مع حدود سقف الرواتب واللعب المالي النظيف. هذا التعطيل يضع الفريق أمام خيارات محدودة في سوق الانتقالات، ويزيد الضغط على مدرب الفريق الذي بات مضطرًا للاعتماد على حارس احتياطي غير مهيأ لقيادة خط الدفاع في منافسات قوية.
ماذا بعد؟ مستقبل مفتوح على كل الاحتمالات
هل يتراجع تير شتيجن؟
الكرة الآن في ملعب شتيجن. إذا قرر توقيع التقرير الطبي، فإن الباب سيفتح أمام برشلونة لإصلاح الموقف سريعًا قبل انطلاق الموسم. أما إذا استمر في موقفه، فستكون إدارة النادي مجبرة على مراجعة حساباتها، وربما تتجه لتصعيد قانوني داخلي، وهو سيناريو غير معتاد بين لاعبي الصف الأول والنوادي الكبرى.
خيارات بديلة محدودة
برشلونة يمتلك عددًا من الحراس الشباب، لكن قلة الخبرة وعدم الجاهزية الذهنية للعب تحت ضغط الليجا تجعل من فكرة الاعتماد عليهم مخاطرة كبيرة. كما أن النادي بات مُقيّدًا من الناحية المالية، مما يصعّب عليه التوجه للسوق لجلب حارس جاهز دون إثقال كاهله بمزيد من الأجور.
السياق الأوسع: هل تُعيد الأزمة التفكير في سياسة النادي؟
برشلونة يعاني منذ سنوات من أزمات مالية متلاحقة، وكان يأمل في تجاوزها تدريجيًا بفضل خطة ترشيد النفقات والاستثمار في المواهب الشابة. لكن الخلاف مع نجم كبير مثل تير شتيجن قد يعيد النقاش حول أسلوب الإدارة في التعامل مع النجوم الكبار، وأيضًا حول جاهزية النادي للتعامل مع الطوارئ بطريقة أكثر مرونة واحترافية.
نهاية مفتوحة لأزمة تير شتيجن
الموقف الحالي يضع برشلونة أمام تحدٍ جديد يُضاف إلى سلسلة من العقبات التي واجهها في السنوات الأخيرة، ليؤكد أن الصراعات الرياضية في الملاعب لا تقل ضراوة عن المعارك الإدارية خلف الكواليس.
الكلمة الأخيرة لم تُكتب بعد في أزمة تير شتيجن، ولكن من المؤكد أن الأيام القادمة ستحمل قرارات مصيرية سترسم ملامح موسم الفريق، وربما تحدد مستقبل أحد أعمدته الأساسية.