وسط تصاعد الاهتمام بالتكنولوجيا المستدامة والحلول الذكية، برز مشروع طلابي مبتكر يجمع بين التقنية والاستدامة في آنٍ واحد. فقد نجح مجموعة من طلاب جامعة بني سويف في تصميم محطة غسيل سيارات أوتوماتيكية تستخدم أنظمة تحكم إلكترونية متقدمة ومعالجة مياه فعالة، لتشكل نموذجًا عمليًا يجمع بين الكفاءة البيئية والتشغيلية.
مشروع طلابي بروح صناعية
بروح من الإبداع والعمل الجماعي، اجتمع عدد من طلاب قسم تكنولوجيا الإلكترونيات الصناعية والتحكم بجامعة بني سويف لتقديم مشروع تخرج يعبّر عن وعيهم بقضايا البيئة والطاقة، ورؤيتهم لمستقبل أكثر استدامة في خدمات المركبات.
المشروع عبارة عن محطة متكاملة لغسيل السيارات، تعتمد على التشغيل الأوتوماتيكي الكامل، دون تدخل بشري مباشر، وتُدار بواسطة أنظمة برمجة وتحكم إلكتروني متطور. وقد استند الفريق الطلابي في تصميمه إلى أحدث ما وصلت إليه تقنيات التحكم الصناعي.
قلب إلكتروني للمحطة
وحدة تحكم ذكية
تعتمد المحطة في تشغيلها على وحدة تحكم إلكتروني من نوع PLC، تتيح تنظيم كل مراحل الغسيل بدقة عالية. هذه الوحدة تُعد بمثابة العقل المدبر للنظام، إذ تتحكم في توقيتات تشغيل الرشاشات والمضخات والذراع الميكانيكي، ما يضمن أداءً متناسقًا وخاليًا من الأخطاء.
شاشة عرض تفاعلية
لضمان مراقبة مستمرة للنظام، أُضيفت شاشة HMI تفاعلية تساعد على عرض الحالة اللحظية للمحطة، كما تُمكّن من رصد الأعطال فور وقوعها، ما يُسهم في سرعة الصيانة وتقليل وقت التوقف، وهو عامل جوهري في التطبيقات التجارية.
الميكانيكا تلتقي بالبرمجة
ذراع آلي عالي الدقة
أحد أبرز عناصر المحطة هو الذراع الميكانيكي المتحرك، والمُصمم لتحريك الفوهات المائية بدقة حول السيارة. ويتم التحكم في حركته عبر وحدة Arduino UNO المرتبطة بمحرك خطوي (Stepper Motor)، ما يسمح بتحكم مثالي في الاتجاهات والسرعة، ويمنع أي اصطدام محتمل.
التجفيف الأوتوماتيكي
أُضيفت وحدة خاصة لتجفيف السيارة بعد الغسيل، مزودة بمراوح قوية، تضمن نتائج نهائية مرضية للمستخدم، وتحاكي جودة المغاسل التجارية الحديثة، مما يعزز من القيمة التسويقية للمشروع عند التطبيق العملي.
صديقة للبيئة في الأساس
نظام معالجة المياه
يركز المشروع على ترشيد استهلاك المياه، حيث يتضمن نظامًا متكاملًا لإعادة تدوير المياه المستخدمة في الغسيل. يعتمد هذا النظام على مجموعة من الفلاتر المتخصصة التي تُعيد تنقية المياه بنسبة تصل إلى 60% من إجمالي الكمية المستخدمة، ما يجعله نموذجًا حقيقيًا للحفاظ على الموارد.
كفاءة في استهلاك الطاقة
لم يغفل الفريق عن أهمية تقليل استهلاك الكهرباء، فصُمم النظام ليعمل بجهود منخفضة (24 و12 فولت)، مع استخدام وحدات حماية كهربائية دقيقة، مما يعزز من أمان التشغيل ويقلل من فواتير الطاقة على المدى الطويل.
تشغيل آمن وتقليل للعمالة
التشغيل بموظف واحد فقط
صُممت المحطة لتعمل بأقل تدخل بشري، إذ يكفي وجود موظف واحد فقط لتشغيل النظام بالكامل، ما يقلل من الاعتماد على العمالة، ويُحسن من كفاءة التشغيل ويقلل من التكاليف، لا سيما في المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
أنظمة أمان متقدمة
زُوّدت المحطة بعدد من المستشعرات الذكية مثل Photo Cell وProximity لضمان منع أي حوادث اصطدام أو تشغيل خاطئ، ما يُحقق مستوى عاليًا من الأمان والسلامة للمستخدمين والمركبات على حد سواء.
تصميم قوي قابل للتنفيذ
اعتمد الطلاب على مواد معدنية قوية في تصنيع الهيكل لضمان المتانة، كما تم توزيع المكونات الكهربائية داخل لوحة تحكم رئيسية بتصميم منظم يسهل الصيانة، ويمنح مرونة في التعديلات المستقبلية، ما يجعل المشروع جاهزًا للتطبيق العملي.
يؤكد الفريق أن هذا المشروع قابل للتنفيذ الفعلي في ورش السيارات، أو المغاسل الصغيرة، خاصة في المدن الجديدة أو المناطق الصناعية، حيث الحاجة إلى حلول تقنية منخفضة التكلفة وعالية الكفاءة.
خاتمة: خطوة نحو مستقبل أكثر ذكاءً
يمثل هذا المشروع الطلابي نموذجًا حيًا على كيف يمكن للعلم والتكنولوجيا أن يُحدثا فرقًا حقيقيًا في قطاع الخدمات. فمن خلال محطة غسيل سيارات أوتوماتيكية تجمع بين التحكم الذكي وكفاءة الموارد، يضع الطلاب أنفسهم على خريطة الابتكار، ويقدمون حلاً عمليًا يراعي البيئة والاقتصاد المحلي على حد سواء.
كلمات مفتاحية: محطة غسيل سيارات أوتوماتيكية، مشروع طلابي، جامعة بني سويف، معالجة المياه، التحكم الإلكتروني، Arduino، PLC، الطاقة الذكية، الذراع الميكانيكي، HMI.
