في خطوة نوعية تعكس توجه السعودية نحو دعم الثقافة والفكر النقدي، أعلنت جمعية الفلسفة في العاصمة الرياض عن إطلاق المرحلة الثانية من برنامج “ذا ستون”، وهو مشروع طموح يهدف إلى ترجمة 100 مقال فلسفي منشور في صفحات صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إحدى أهم المنصات الصحفية العالمية في مجال الرأي والتحليل الفكري.
ترجمة أسبوعية منتظمة على مدار عام
وفقًا لما أعلنته الجمعية، فإن ترجمة المقالات ستتم بوتيرة منتظمة كل يوم أحد وخميس على مدار سنة كاملة، حيث يتولى العمل فريق سعودي متخصص يجمع بين الخبرة في الترجمة والمعرفة الفلسفية، في تجربة تهدف إلى تقديم الفلسفة بلغة عربية رصينة، تسهم في توسيع مدارك القارئ، وتعزيز مفاهيم التحليل والنقد البنّاء.
عن جمعية الفلسفة
جمعية الفلسفة السعودية هي جمعية أهلية غير ربحية تأسست في عام 2020، وتعد أول كيان رسمي في المملكة يهتم بتعزيز الثقافة الفلسفية. تسعى الجمعية إلى تمكين المهتمين بالفلسفة من مختلف الأعمار والخلفيات من المشاركة الفاعلة في الأنشطة الفكرية والمجتمعية، كما تعمل على بناء جسور تعاون مع مؤسسات حكومية وخاصة لدعم مشاريع الفكر والوعي.
أهداف فكرية وإنسانية
يستند مشروع “ذا ستون” إلى رؤية فلسفية شاملة، ترى أن الفلسفة لا تقتصر على النخبة أو الأكاديميين، بل هي أداة لبناء مجتمع أكثر وعيًا وتسامحًا. ومن هنا، فإن ترجمة المقالات الفلسفية العالمية إلى العربية لا تهدف فقط إلى إثراء المحتوى، بل إلى تحفيز التفكير النقدي، ورفع الوعي الأخلاقي والإنساني، عبر نشر قيم التعايش، الحوار، والانفتاح على الآخر.
تنمية المهارات وتطوير التفكير
واحدة من الركائز التي تتبناها الجمعية هي تطوير مهارات التفكير والتحليل لدى المجتمع، وتشجيع القراءة الفلسفية الجادة، سواء عبر المقالات أو الكتب أو الفعاليات المفتوحة. ويأتي هذا ضمن مشروع أوسع يهدف إلى تأهيل ثقافي وفني للفئات المختلفة في المجتمع السعودي، بما يعزز من دور الفلسفة في بناء إنسان متوازن ومسؤول وواعٍ.
دعم للمواهب وإنتاج معرفي عربي
كما تسعى الجمعية إلى احتضان المواهب الفلسفية والثقافية داخل المملكة، وتشجيع الإبداع لدى الفلاسفة والمثقفين المحليين، من خلال توفير بيئة حاضنة ومحفزة، ودعم الإنتاج الفلسفي العربي سواء عبر الإصدارات الورقية أو الرقمية، في محاولة لتأسيس حراك ثقافي سعودي له بعد فكري وإنساني عميق.
خطوة في سياق رؤية أوسع
تأتي هذه المبادرة في سياق التحولات الثقافية الكبرى التي تشهدها المملكة ضمن رؤية السعودية 2030، والتي تضع الثقافة والمعرفة في صلب التنمية البشرية والاجتماعية. ومع بروز الاهتمام بالفكر الفلسفي كأداة لفهم الذات والعالم، تبرز جمعية الفلسفة كمثال على الحراك الفكري الناضج والمنفتح، الذي يوازن بين الأصالة والمعاصرة.
سؤال وجواب: لماذا الفلسفة اليوم؟
لماذا تترجم جمعية سعودية مقالات فلسفية أميركية؟
لأن الفلسفة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تمثل لغة عالمية مشتركة تعبر عن الهموم الوجودية، والأسئلة الأخلاقية، وتحديات الحداثة. والترجمة هي جسر نحو فهم الآخر وتوسيع الأفق المعرفي.
هل يهتم الجمهور العربي بمثل هذه المشاريع؟
في ظل تطور أدوات النشر والاطلاع، ازداد الاهتمام بالفكر والنقاش العميق، خاصة من فئة الشباب والمثقفين، الذين يبحثون عن محتوى مختلف عن المعتاد، يفتح أفقهم ويغذي عقولهم.
هل المشروع أكاديمي فقط؟
على العكس، تستهدف الجمعية جمهورًا واسعًا، وتسعى إلى جعل الفلسفة قريبة من الناس، وحاضرة في الحياة اليومية، بعيدًا عن التعقيد والتنظير.
ختامًا
من خلال “ذا ستون”، تؤكد جمعية الفلسفة أن الفكر لا يعرف حدودًا جغرافية، وأن الترجمة جسر حضاري يربط بين الثقافات، ويفتح الأبواب لفهم الآخر وتطوير الذات. وفي وقت يشهد فيه العالم تصاعدًا في الأزمات والتحديات، يبقى للفلسفة دورها الأصيل في بناء إنسان أكثر وعيًا ومسؤولية.
مبادرة تستحق المتابعة، لأنها ببساطة… تُعيد الفلسفة إلى الحياة.
لمتابعة احدث الأخبار في مصر اضعط هنا – تابعنا عبر فيسبوك لمتابعة احدث واخر الاخبار عبر صفحتنا في فسيبوك وباقي مواقع التواصل .