في تطور جديد على الساحة الفلسطينية–الإسرائيلية، أعلن الجيش الإسرائيلي رسميًا عن تأكيده مقتل محمد السنوار، الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، زعيم حركة حماس في قطاع غزة. وبحسب ما نشره موقع Ynet News، فقد تم التعرف على جثمان السنوار بعد العثور عليه داخل نفق أسفل المستشفى الأوروبي في خان يونس، خلال عملية عسكرية معقدة نفذتها قوات خاصة إسرائيلية قبل نحو شهر.
عملية معقدة بقيادة نخبة الجيش الإسرائيلي
العملية، التي نُفذت بالتعاون بين الفرقة 36 العسكرية، وجهاز الشاباك، ولواء غولاني، ووحدة ياهلوم المتخصصة في تفكيك الأنفاق، استهدفت البنية التحتية العسكرية التي تزعم إسرائيل أن حماس بنتها تحت المستشفى. وقالت القوات الإسرائيلية إن النفق الذي وُجدت فيه الجثة كان يحتوي أيضًا على مركز قيادة لحماس، بالإضافة إلى مخازن أسلحة ووثائق استخباراتية.
وبحسب تصريحات رسمية، فإن رفاة محمد السنوار كانت واحدة من نحو 10 جثث أخرى تم انتشالها من نفس الموقع، في مجمع عسكري معقد تحت الأرض. وتُظهر لقطات مصورة نشرها الجيش الإسرائيلي ما يزعم أنها أنفاق وأجهزة قيادة واتصال ومرافق لوجستية تستخدمها حماس لإدارة عملياتها.
دلالات مقتل محمد السنوار
محمد السنوار يُعتبر من كبار قادة الجناح العسكري لحركة حماس في منطقة خان يونس، ولديه سجل طويل في العمل الميداني داخل كتائب القسام. ويُنظر إلى مقتله، إن تأكد نهائيًا، كضربة استراتيجية لحماس في الجنوب، رغم أن الحركة لم تصدر حتى الآن بيانًا رسميًا يؤكد أو ينفي مقتله.
ويؤكد محللون أن السنوار لم يكن فقط شخصية عسكرية، بل كان أيضًا بمثابة همزة وصل بين القيادة الميدانية والقيادة العليا في الحركة، ما يجعل غيابه مؤثرًا على العمليات اللوجستية والتكتيكية داخل القطاع.
مخطط لهدم واسع في الضفة الغربية
في تطور متزامن، كشفت تقارير صحفية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لهدم نحو 100 منزل في مدينة جنين ومخيمها، شمال الضفة الغربية. ووفقًا لما نشره موقع Al Jazeera، فإن هذه المنازل تُتهم بأنها تأوي مسلحين مطلوبين للجيش.
وأثار هذا الإعلان موجة من الغضب الشعبي والانتقادات الدولية، إذ اعتبرت منظمات حقوقية مثل “بتسيلم” أن هذا الإجراء يرقى إلى “عقاب جماعي”، وهو ما يخالف القانون الدولي الإنساني. كما دعت الأمم المتحدة في بيانات سابقة إسرائيل إلى وقف عمليات الهدم غير القانونية، وفتح تحقيقات في الانتهاكات المحتملة ضد المدنيين.
تزايد التوتر قبل تصعيد محتمل
يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه الساحة الفلسطينية توترًا غير مسبوق، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية في غزة، والاقتحامات المتكررة في مدن الضفة الغربية مثل نابلس وطولكرم وجنين. وتتزامن هذه الأحداث مع ضغوط سياسية داخل إسرائيل، وارتفاع الأصوات المطالبة بتوسيع العمليات ضد البنية التحتية لحماس في كل من القطاع والضفة.
من ناحية أخرى، تستعد المنطقة لتصعيد محتمل مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية، حيث تُستخدم “الورقة الأمنية” من قبل الحكومة الحالية لتقوية موقفها السياسي أمام الناخبين، وهو ما يراه مراقبون أمرًا مقلقًا في ظل غياب أي أفق لحل سياسي شامل.
خلاصة
تكشف التطورات الأخيرة عن تصعيد عسكري خطير قد يدفع المنطقة إلى مزيد من المواجهات في ظل غياب الجهود الدولية الجادة لإعادة إحياء عملية السلام. وبينما تصر إسرائيل على مواصلة عملياتها تحت شعار “الدفاع عن النفس”، ترى الأطراف الفلسطينية أن ما يجري هو امتداد لسياسات تهجير وقمع جماعي، تحتاج إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي.
روابط خارجية موثوقة:
لمذيد من الاخبار حول العالم زورو قسم اخبار العالم فى موقعنا ايجي مونيتور